عاد مسلسل العنف من جديد إلى جامعة القاضي عياض بمراكش، بعد مواجهات شهدتها الأحياء المجاورة للجامعة يوم الجمعة الماضي بين رجال الأمن وطلبة فصيل «النهج الديمقراطي القاعدي»، ذي التوجه اليساري الراديكالي. ولم تسفر المواجهات العنيفة، التي تم خلالها التراشق بالأحجار والأدوات الحديدية عن إصابات أو اعتقالات إلا بعد حلول الليل، حيث داهم رجال الأمن في الساعة الواحدة من ليلة الجمعة منازل الطلبة بمنطقة الداوديات واعتقلوا سبعة من طلبة النهج، حيث تم اقتيادهم إلى مخفر الشرطة القضائية بساحة جامع الفنا، ويتعلق الأمر بيونس السالمي، ورضوان العظيمي واحسين ناصر، وعبد الحق الطلحاوي، والحسين العماري، والعربي العمراني، ويونس نغموش. وجاء اعتقال «الرفاق» على خلفية «المعركة» التي يخوضونها إلى جانب الطلبة، والتي يسمونها «معركة المطرودين» من كليتي الحقوق والآداب والحي الجامعي». في المقابل قالت مصادر أمنية جيدة الإطلاع إن ثلاثة من طلبة النهج القاعدي جاء اعتقالهم ل «تورطهم باحتجاز وتهديد فتاة». وأوضح المصدر ذاته، أن المتهمين الثلاثة ضبطوا وهم «متلبسون بحيازة أسلحة بيضاء قاطعة من الحجم الكبير عبارة عن سيف ومنجل، بدون سند مشروع يبرر هذه الحيازة»، مضيفا أن توقيف المشتبه فيهم تم على إثر شكاية تقدم بها أحد أطر جامعة القاضي عياض بمراكش، «تتعلق بتعرض ابنته للاحتجاز والتهديد بالقتل من قبل ثلاثة أشخاص، وتنفيذا لتعليمات النيابة العامة المختصة ترابيا والقاضية بإجراء بحث دقيق في النازلة بهدف استجلاء الأمر وتقديم المتورطين للعدالة». وأفاد المصدر الأمني أنه «تبين بعد الاستماع إلى المسلحين الثلاثة أن اثنين منهم ينتمون إلى الفصيل القاعدي، والثالث طالب سابق من ذوي السوابق الإجرامية تم فصله من الجامعة بعد قضائه عقوبة حبسية من أجل أعمال التخريب وإضرام النار التي شهدتها جامعة القاضي عياض في وقت سابق»، في إشارة إلى الطالب يونس السالمي، الذي اعتقل على خلفية الأحداث التي شهدها الحي الجامعي في 15 ماي 2008. وقد وضع الطلبة السبعة تحت الحراسة النظرية، تنفيذا لتعليمات النيابة العامة المختصة، في انتظار عرضهم على القضاء بمجرد الانتهاء من إجراءات البحث. ويؤشر هذا الحادث الأول خلال هذا الموسم الجامعي على بوادر تصعيد من المرتقب أن تكون جامعة القاضي عياض، وتحديدا كليتا الحقوق والآداب مسرحا له، في وقت يضع فيه الموسم الدراسي الجامعي رجله الأولى على طريق سنة بيضاء إذا لم يوضع حد لهذه الأحداث، التي يعتبر الطالب الجامعي أكبر المتضررين منها.