كانت جامعة القاضي عياض وبالضبط ساحة كلية الآداب ومحيطها المجاور صباح الأربعاء 12 نونبر الجاري مسرحا لمواجهات قوية ودامية بين فصائل طلابية متناحرة إسلامية ويسارية، مواجهات استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين وشواقير وحتى التراشق بالحجارة بمختلف الأنواع والأحجام. المواجهات استمرت لأزيد من ساعتين وخلفت إصابات مختلفة ومتفاوتة في صفوف التيارين وشوشت على السير العادي للدراسة، كما أنها عملت على عرقلة حركة السير بممر الكلية لتسجل إصابات بزجاج بعض سيارات المارة أو المتواجدة وقتها وأيضا بالدراجات النارية الواقفة بالمستودع الخاص بطلبة الكلية. وأكد أساتذة جامعيون لجريدة العلم بأن آثار الجروح المتباينة وبقايا الدم كانت بادية وعالقة ببعض الطلبة الذين التحقوا فيما بعد بمدرجات وفصول الدراسة بعد استئنافها بشكل عاد وطبيعي. وأوضح مصدر مطلع بأن الطلبة الإسلاميين قاموا بإنزال وطني مكثف بمراكش، وجاء ذلك تزامنا مع الموعد الذي حدده هذا التيار للقيام بإضراب وطني خلال هذا اليوم (الأربعاء) ضدا على ميثاق الاصلاح الجامعي والذي لا يستجيب لطروحاتهم. وكانت الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل المواجهات عند قيام الفصيل الطلابي الإسلامي بجولة بمختلف قاعات ومدرجات الكلية ودعوة الطلبة للإلتحاق بهم والمشاركة في هذا الإضراب الوطني. هذه العملية اعتبرها الفصيل الطلابي الآخر، في منشور أصدره وعلقه على جدران الكلية، استفزازا صارخا وتشويشا على القضايا الآنية والملحة للطلبة والمتجلية في مطالب أساسية يأتي في مقدمتها الإفراج عن طلبة معتقلين وتسوية مشاكل المنح والحي الجامعي. واستمرت المواجهات بين كر وفر إلى حين تمكن أحد التيارين من السيطرة على الوضع وإفشال مساعي إيقاف الدراسة. هذا الوضع المتوتر- بحسب مصدر مطلع من داخل الكلية- راقبه رجال الأمن من بعيد بدون التدخل في ذلك. وسجلنا لدى زيارتنا لكلية الآداب أن الدراسة استؤنفت بعد زوال هذا اليوم، وبالقرب من بابها أكوام من الحجارة وأخرى مترامية بكل الجنبات، كانت الدليل المتبقي من مواجهات هذا الصباح. كما أن مشهد التعزيزات الأمنية الذي كان يميز عادة محيط الجامعة كان غائبا بالمرة. وأكدت مصادر متطابقة أن الحي الجامعي يشهد ويعيش وضعا استثنائيا، وبخاصة خلال فترة المساء انطلاقا من الساعة السادسة حيث الصراعات بين تيارات طلابية لعقد حلقات تعكس من خلالها أفكارها وطروحاتها الأمر الذي أدى وفي أكثر من مرة إلى تطاحنات ومواجهات عنيفة كانت آخرها مساء الثلاثاء الماضي والتي اندلعت بين الفصيل الطلابي النهج الديمقراطي القاعدي وفصيل طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية.