مراكش: عبد الرزاق موحد كانت فضاءات كلية الآداب والحقوق والحي الجامعي لجامعة القاضي عياض صباح الخميس 19 مارس الجاري مسرحا لمواجهات عنيفة، وفي عمليتي فر وكر، بين تيارين طلابيين: اسلامي ويساري. الاشتباكات كانت بين أنصار كل فصيل اعتمدت بالأساس الرشق بالحجارة بمختلف أنواعها وأحجامها، فيما كانت عناصر كل طرف مدججة بمختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين.. كما أن قارورات ومن مختلف الأحجام مملوءة بمواد حارقة تم وضعها أمام الباب الرئيسي للحي الجامعي والذي بات تحت سيطرة الفصيل الطلابي اليساري. كما تم وضع حواجز بالطريق وبالضبط أمام باب الحي الجامعي وبالطريق المؤدية إلى كليتي الحقوق والآداب شكلت عائقا للمرور وللإلتحاق بها فيما عدد لايستهان به من الحجارة متناثرة هنا وهناك بالطريق المؤدية الى الحي في إشارة الى النقطة التي بلغتها الاشتباكات. وفي ظل هذه الأجواء والوضع غير المستقر والخطير فضل بعض الطلبة والطالبات حزم حقائبهم ومغادرة الحي الجامعي. وأفاد مصدر من الجامعة بأن المواجهات المباشرة بين أنصار التيارين الطلابيين والمعتمدة على الرشق بالحجارة انطلقت قبل الساعة الثانية عشرة زوالا حيث عملت على إيقاف الدراسة بكليتي الحقوق والآداب ثم عرقلة حركة السير. وجراء ذلك لم يتمكن الإداريون والاساتذة من مغادرة أودخول الكلية. واستمر التصعيد والتراشق بالحجارة لعدة ساعات وكان من مخلفاته إصابات متباينة في صفوف الطرفين حيث بدت آثار الجروح والاصابات وكذا آثار الدم بادية على بعض الطلبة الذين التحقوا بالحي. وأوضح ذات المصدر أن كل تيار طلابي تمكن من احتجاز رهينة أو أكثر لاعتمادها كورقة ضغط لفرض طروحاته. ولعل الشرارة التي أدت الى اشتعال فتيل هذه المواجهة المباشرة العنيفة والشرسة مصدرها بالأساس الصراع والتوتر القائم والدائم بين الفصيلين، وبعد أن أقدم الفصيل الإسلامي مساء الاثنين الماضي على اقتحام الحي الجامعي والسيطرة على الوضع فيه ليتمكن من توفير المسكن والمبيت لمجموعة من الوافدين من أقاليم مختلفة للمشاركة في المنتدى الفكري والثقافي الذي ينظمه بكلية الآداب، ولعله الأمر الذي لم يستسغه التيار الطلابي اليساري ليقوم برد فعل بعد المساندة من عناصر جاءت من مدن أخرى ليتمكنوا من طرد الفصيل الإسلامي من الحي الجامعي. وفي ظل هذا الوضع المتوتر والخطير الذي تعرفه وتعيشه فضاءات الكليتين والحي الجامعي تم تسجيل غياب تام وكامل لكل الأجهزة الأمنية. وأكدت مصادر متطابقة أن الحي الجامعي يعرف ويعيش وضعا استثنائيا في ظل الصراعات بين هذين التيارين حيث يعمل كل واحد على طرح وفرض أفكاره وطروحاته في محاولة لتأكيد سيطرة تامة على الحي.