لم يصدق العديد من طلبة كلية الحقوق والآداب بمراكش مساء يوم الجمعة الماضية، عندما شاهدوا دراجات رجال الأمن تقتحم ساحة الكليتين في عملية مطاردة لبعض الطلبة الذين ينتمون لفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي» ذي التوجه اليساري الراديكالي. الساعة كانت تشير إلى الخامسة مساء عندما قام الطلبة القاعديون بتنظيم حلقة نقاش بكلية الحقوق، تطرقوا فيها إلى الوضع داخل الجامعة والملف المطلبي الذي ينظمون من أجله مسيرات احتجاجية، لكن بعد خمس دقائق من انفضاض الطلبة من الحلقية باغتت عناصر من فرقة الدراجين، الطلبة الذين كانوا داخل كلية الحقوق، ليشرعوا في اعتقال الطلبة المشتبه في انتمائهم للفصيل الماركسي. وأوضحت مصادر مقربة من فصيل طلبة «النهج» في اتصال مع «المساء» أن هذا التدخل أسفر عن اعتقال أربعة طلبة، لا ينتمون لأي فصيل طلابي، على حد قول مصدر «المساء». وقد تجمهر الطلبة في كل الطرق الرابطة بين الحي الجامعي وكلية الحقوق، عندما شاهدوا المئات من رجال الأمن بشتى أصنافهم: قوات التدخل السريع، والبلير، والدراجين، والقوات المساعدة، يحملون الهراوات والعصي، ويطوقون جنبات كلية الحقوق والآداب والحي الجامعي. وفي ليلة الجمعة صبيحة يوم السبت تجددت المواجهات التي عرفها الحي الجامعي وسط الأسبوع الماضي، بين رجال الأمن وبعض الطلبة المنتمين لفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي». وبينما كان الطلبة اليساريون يتدارسون إمكانية المواجهة مع رجال الأمن، تسلل بعض رجال الأمن الذين كانوا مرفوقين بكلاب بوليسية، من النادي الرياضي ليلجوا داخل الحي الجامعي، حيث شرعوا في مداهمة الطلبة واعتقال المشتبه فيهم، مما أسفر عن اعتقال أربعة طلبة أطلق سراحهم في الساعة الثانية عشرة زوال أول أمس السبت بعد إجراء التحقيقات معهم. وأوضح مصدر طلابي جيد الإطلاع في اتصال مع «المساء» أن رجال الأمن اقتحموا أربع غرف داخل الحي الجامعي، جلها تؤوي طلبة قاعديين، واتهم طالب ينتمي لفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي» يدعى «حسن. فاتح» رجال الأمن بسرقة هاتفه المحمول، ومبلغا ماليا قدره 400 درهم، بعد مداهمة غرفته من قبل رجال الشرطة، وهو ما نفاه أحد رجال الأمن كان حاضرا بعين المكان. وتؤشر الأحداث التي تعرفها كلية الحقوق والحي الجامعي على وجه الخصوص، على تأزم الوضع الدراسي والتعليمي بالكلية، في الوقت الذي بدأ بعض الطلبة والطالبات في جمع أغراضهم والعودة إلى أسرهم، معلنين الطلاق الثلاث في وجه الدراسة بكلية الحقوق بمراكش. هذا ويدخل طلبة مطرودون من الكلية بسبب عدم استيفائهم للوحدات في إضراب مفتوح عن الطعام، مطالبين إدارة الكلية بإعادة تسجيلهم على غرار باقي زملائهم.