انكبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأمريكية، وهي هيئة عالمية مستقلة معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها، مباشرة بعد النطق ابتدائيا بالأحكام في حق المتابعين في ما يسمى بخلية بليرج، في إعداد تقرير مفصل يضم جل الملاحظات التي تم تسجيلها منذ انطلاق المحاكمة إلى غاية النطق بالأحكام من طرف القاضي محمد بنشقرون، في الثامن والعشرين من يوليوز المنصرم. وكشف مصدر موثوق، أن« إيريك غولدستين»، مدير البحوث بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التابع للمنظمة، التقى، في الأسابيع القليلة الماضية، بعائلات وأسر العديد من المعتقلين على ذمة هذه القضية، استمع خلالها لمواقفها وآرائها حول الأحكام الصادرة عن محكمة الجنايات المكلفة بقضايا الإرهاب في مدينة سلا، والأجواء العامة التي مرت فيها محاكمة المتهمين. وقال المصدر، إن «غولدستين» أعرب لزوجة أحد المعتقلين عن عدم ارتياحه للأحكام القضائية التي صدرت في حق المعتقلين، ووصفها بالجائرة والظالمة، موضحا لها بأن منظمته لن تتوانى في فضح كل الخروقات التي عرفها هذا الملف، في حال ثبوتها. وكان مدير البحوث قد تسلم في وقت سابق، ملفا متكاملا، يشير إلى مجمل التجاوزات التي ارتكبت في حق العديد من المتابعين، الذين قال عنهم مصدرنا، إنهم ظلوا طيلة مراحل اختطافهم واعتقالهم، ينكرون وجود أية صلة لهم بهذا الملف، وأن المحاضر«الجاهزة» التي وقعوا عليها كانت تحت التهديد والعنف. ويذكر أن محكمة الجنايات بسلا كانت قد أصدرت حكما بالسجن المؤبد في حق عبد القادر بليرج، المتهم الرئيسي في هذه القضية، في حين أدانت باقي المتهمين الأربع والثلاثين بمدد سجنية تصل إلى 30 سنة سجنا موقوفة التنفيذ.