قال أحمدو ولد اسويلم، أحد المسؤولين البارزين بجبهة البوليساريو، الذي عاد مؤخرا إلى المغرب، إن مفاوضات مانهاست بين المغرب وجبهة البوليساريو لم تكن مفاوضات بالمعنى المتعارف عليه في الدوائر الديبلوماسية الدولية وإنما كانت مجرد جلسات لعرض وجهات النظر عبر الوسيط الأممي السابق الهولندي بيتر فان فالسوم. وأكد ولد اسويلم في أول حوار يجريه مع الصحافة المغربية بعد عودته، ستنشره «المساء» لاحقا، أنه تعرض لعدة تهديدات وكان معرضا للتصفية من قبل السلطات الجزائرية سنة 1999 عقب المؤتمر العاشر لجبهة البوليساريو لولا تدخل الأممالمتحدة التي وفرت له الحماية بسبب الحصانة التي يتمتع بها كشيخ لإحدى القبائل الصحراوية (أولاد دليم)، مشيرا إلى أن قيادة البوليساريو والسلطات الجزائرية عرضتا عليه إغراءات مادية ومعنوية لكي يتراجع عن قراره بالعودة إلى المغرب، وأنه رفض جميع المقترحات التي قدمت إليه، بما فيها منصب مستشار لرئيس البوليساريو محمد عبد العزيز مكلف بالعالم العربي وممثل للجبهة بأمريكا اللاتينية وعضو في ما يسمى ب«البرلمان الصحراوي». وكشف ولد اسويلم أن الجزائر تتاجر في الصحراويين وتستعملهم كورقة سياسية للضغط على المغرب، وأنه بعد وقف الحرب من طرف الأممالمتحدة في الصحراء عام 1991، وجدت الجزائر نفسها في وضعية ارتباك إزاء الملف الصحراوي لأنها كانت في البداية تجمع الصحراويين في المخيمات تحت ذريعة الحرب ضد المغرب وبعد ذلك لم تعرف كيف تدبر مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار وأصبحت تمنعهم من التحرك داخل الجزائر بحرية خوفا من اندماجهم في المجتمع، موضحا أن هناك تناقضات كبيرة في تعاطي الجزائر مع ملف الصحراء. ومن بين هذه التناقضات الدعوة إلى وحدة بلدان المغرب العربي مع إبقاء الصحراويين معزولين وتوظيف ورقة انفصال الصحراء عن المغرب.