صعدت جبهة البوليساريو مجددا من لهجتها تجاه خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، والتي شكلت في العامين الماضيين الأرضية التي عقدت على أساسها الجولات الأربع من مفاوضات مانهاسات، مع اقتراب موعد تقديم المبعوث الأممي الجديد في الصحراء، الأمريكي كريستوفر روس، لتقريره أمام مجلس الأمن حول أول جولة استكشافية قام بها للمنطقة، في الشهر الماضي. وقالت الجبهة أول أمس في بيان لها من العاصمة الجزائرية، حمل توقيع من يسمى وزير خارجية الجمهورية الصحراوية محمد سالم ولد السالك، إن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب «كحل وحيد يؤخذ أو يترك، تشكل اليوم العقبة أمام الحل العادل والدائم لنزاع الصحراء الغربية»، مضيفا أن هذا الحل «لا يمكن تصوره خارج الاستجابة التامة للحقوق الشرعية للشعب الصحراوي غير القابلة للتجزئة في تقرير المصير والاستقلال». وتزامن البيان مع تصريحات موازية لوزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، الطيب الفاسي الفهري، أول أمس، قال فيها إن المغرب على استعداد لإيجاد ظروف ملائمة لضمان نجاح الجولة الخامسة من المفاوضات مع جبهة البوليساريو حول الصحراء. وأضاف الطيب الفاسي، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أن عرض المغرب هو «مجرد مبادرة وليس اتفاقا مفصلا يؤخذ أو يترك، وهو الإطار لحل يمكن أن يخضع لمفاوضات حول وسائله». واعتبر مصدر قريب من مفاوضات مانهاست، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات ل»المساء» أمس، أن بيان جبهة البوليساريو يهدف إلى الضغط على الوسيط الأممي في هذا التوقيت الذي يتم فيه الحديث عن إمكانية استئناف مفاوضات مانهاست، التي توقفت في جولتها الرابعة في مارس من العام الماضي دون إحراز أي نجاح، وهو الأمر الذي يقلق جبهة البوليساريو التي ترفض العودة إلى مناقشة مشروع الحكم الذاتي المغربي. وقال المصدر نفسه إن جبهة البوليساريو، التي رحبت بتعيين كريستوفر روس خلفا للهولندي بيتر فان والسوم، تعتقد أن الديبلوماسي الأمريكي ربما يعود إلى خطة الوسيط الأممي الأسبق جيمس بيكر التي سبق أن رفضها المغرب، والتي تنص على مرحلة حكم ذاتي لمدة خمس سنوات يتم بعدها تنظيم استفتاء للحكم الذاتي في الصحراء. وأشار المصدر إلى أن احتمال عودة روس إلى خطة بيكر«احتمال كبير جدا»، لكون الوسيط الأممي الجديد يريد تقريب شقة الخلاف بين الجانبين والخروج من عنق الزجاجة الذي توقفت فيه مفاوضات مانهاست بعد أربع جولات لم يتم فيها تحقيق أي تقدم، مضيفا أن ذلك السيناريو من شأنه أن يعقد مفاوضات الصحراء المقبلة، إذ إن المغرب سيرفض مطلقا الخوض في النقاش في حال العودة إلى الحديث عن مشروع بيكر، الذي سبق أن رفضه في الماضي، وهو ما يمكن أن يدخل أزمة الصحراء في دوامة مفرغة من جديد.