كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري أن الجولة الخامسة من مفاوضات الصحراء، بين المغرب وجبهة البوليساريو، لم يتم بعد تحديد موعدها ولا مكانها، وقال «نحن ما زلنا في طور المشاورات». وأوضح المسؤول المغربي، في تصريحات خص بها الصحافيين قبل يومين، أن المغرب متفق مع أطروحة كريستوفر روس، المبعوث الأممي الجديد في نزاع الصحراء، الذي يرى أنه لا بد من وضع شروط جديدة ومغايرة لاستئناف المفاوضات، مضيفا بأن المناخ الحالي هو»مناخ إعادة بناء الثقة». وبحسب الطيب الفاسي، فإن الجزائر ما زالت هي الطرف الذي يعقد مهمة المبعوث الأممي، برفضها فتح الحدود مع المغرب، المغلقة منذ عام 1994، وتحسين العلاقات الثنائية وحل مشكلة الصحراء. وجاءت تصريحات وزير الخارجية والتعاون في وقت راج فيه الحديث عن احتمال تغيير مكان عقد الاجتماعات بين وفدي المغرب والبوليسايو في الجولات الأربع السابقة في منتجع مانهاست بضواحي نيويورك. وفي هذا الصدد رجح مصدر مطلع في حديث مع «المساء» أن تكون العاصمة السويسرية جنيف هي المكان الذي سيحتضن الجولة الخامسة من المفاوضات حول الصحراء، خصوصا وأن المبعوث الجديد، الأمريكي روس، يريد إعطاء دفعة جديدة لمهمته ومنح الانطباع لمختلف الأطراف بأن آليات المفاوضات قد تغيرت. وكشفت مصادر مطلعة من المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية«الكوركاس»، في تصريحات ل«المساء»، بأن خيار المبعوث الأممي الجديد ربما يسير نحو إيجاد مرحلة انتقالية في النزاع، تكون خطوة تنتهي بتنظيم استفتاء لتقرير المصير وتطبيق مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب وشكلت أساس الجولات السابقة في مانهاسات، وقال إن مختلف الأطراف الدولية، ومنها واشنطن وباريس ومدريد، بما في ذلك الأممالمتحدة، أصبحت لديها رغبة ملحة في الحصول على تنازلات من الطرفين خلال المفاوضات المقبلة، للتقدم نحو الأمام والتوافق على تلك المرحلة الانتقالية لإيجاد مخرج للمفاوضات التي فشلت في تحريك الأمور. وقال نفس المتحدث إن لقاءات على مستوى وزيري خارجية المغرب والجزائر مستمرة في الوقت الحالي من أجل إيجاد حل توفيقي يقود إلى تحصيل تقدم في المفاوضات القادمة. وحسب نفس المتحدث، فإن الجزائر تريد استئناف الجولة الخامسة من المفاوضات حول الصحراء من حيث توقفت الجولة الرابعة في مارس من السنة الماضية، حتى تظهر بأن مسلسل مانهاست فاشل. وكان كريستوفر روس قد قام في الأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضي بأول جولة له في المنطقة، بعد تعيينه، على إثر صدور القرار الأممي رقم 1813 عن مجلس الأمن، الذي طالب الجزائر بالتفاوض المباشر مع المغرب، وشكل صدوره اختتاما للدورة التفاوضية الأولى بجولاتها الأربع، وهو ما جعل جولة روس الأولى بمثابة عملية لتقييم الحصيلة قبل مباشرة المفاوضات على أسس مغايرة.