اختتم المغرب وبوليساريو، أول أمس الخميس، الاجتماع غير الرسمي الثاني، تحت رعاية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، بمدينة أرمونك، بالضاحية الشمالية لنيويورك، دون التوصل إلى أي حل.الطيب الفاسي الفهري في لقاء صحفي عقب الاجتماع (ماب) بسبب رفض وفد البوليساريو المقترح المغربي، وتشبثه بخيار الاستفتاء، الذي أصبح بناء على قراري مجلس الأمن 1813 و1871، خيارا متجاوزا، ولا يمكن أن يشكل أرضية لأي تفاوض. وردا على الموقف الجامد للبوليساريو، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، إن السلسلة الثانية للمباحثات غير الرسمية حول الصحراء، التي انعقدت يومي 10 و11 فبراير الجاري، بضاحية نيويورك، أتاحت الفرصة مجددا للوفد المغربي، لتقديم مبادرة منح الحكم الذاتي للصحراء المغربية، والبرهنة على وجاهتها وصوابها، وعلى مطابقتها التامة للشرعية الدولية، وروح ومنطوق قرارات مجلس الأمن الدولي. وأكد الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة، عقب هذه المباحثات، أن الوفد المغربي رد "على بعض الملاحظات والأسئلة بخصوص" المبادرة المغربية. وأوضح الوزير أنه "على غرار الجولات السابقة، التي انعقدت في مانهاست، جدد الوفد المغربي التأكيد على موقفه السياسي والقانوني والعملي إزاء مقترح البوليساريو، وبين مجددا أنه لم يأت بأي جديد، في ما يخص إمكانيات وآليات التوصل إلى حل نهائي لأنه يكرر في هذا الشأن مخططات سابقة ثبتت استحالة تطبيقها". وأضاف الطيب الفاسي الفهري أن المغرب على استعداد لمواصلة هذا الجهد "على أساس المؤشرات المحددة بوضوح في قرارات مجلس الأمن، خاصة منها تلك التي تبرز أسبقية المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي، الداعية إلى الانخراط في مفاوضات جوهرية تأخذ بعين الاعتبار الجهود الجدية وذات المصداقية التي بذلها المغرب، منذ 2006 على أساس الواقعية وروح التوافق". وقال الطيب الفاسي الفهري، أيضا، إن ما عرضته البوليساريو "هو مائة في المائة المقترح نفسه، الذي قدمته منذ سنوات". من جهته، أكد كريستوفر روس، أن المباحثات الثانية غير الرسمية حول الصحراء "خيمت عليها روح الالتزام الجدي والاحترام المتبادل والنزاهة". وقال، في تصريح للصحافة، إن "المناقشات، على غرار الاجتماع الأول غير الرسمي في غشت 2009، خيمت عليها روح الالتزام الجدي والاحترام المتبادل والنزاهة". وأوضح أن مقترحات الطرفين قدمت مجددا، وشكلت موضوع مناقشات، مبرزا أن" أيا من الطرفين لم يقبل مقترح الطرف الآخر، في أعقاب الاجتماع، كقاعدة وحيدة للمفاوضات المقبلة". وقال المسؤول الأممي إن الأطراف جددت التزامها بمواصلة المفاوضات "متى أمكن ذلك"، معلنا أنه، لهذه الغاية، سيقوم قريبا بزيارة للمنطقة، لإجراء مزيد من المشاورات مع الأطراف. ويندرج الاجتماع الثاني المغلق في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خاصة القرارين 1813 و1871، المصادق عليهما في 2008 و2009، الداعيين إلى الدخول في مفاوضات جوهرية ومكثفة تؤدي إلى حل لنزاع الصحراء. وتهدف هذه الاجتماعات غير الرسمية، التي تعقد بحضور مراقبين من الجزائر وموريتانيا، تحت إشراف كريستوفر روس، إلى التوصل إلى نقاط اهتمام مشتركة بغية الاتفاق على عقد دورة مفاوضات خامسة رسمية بين المغرب والبوليساريو، بعدما فشلت الجولات الأربع السابقة، التي عقدت في مانهاست قرب نيويورك، في تقريب وجهات النظر. تجدر الإشارة إلى أن الوفد المغربي ضم الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين بن خليهن ماء العينين، الكاتب العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.