اختتم المبعوث الخاص للأمم المتحدة في قضية الصحراء كريستوفر روس، أول أمس، جولته الثانية في المنطقة التي أنهاها بزيارة المغرب، في إطار مساعي الأممالمتحدة لتحريك دفة المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي توقفت عند الجولة الرابعة في أبريل 2008، تحت إشراف المبعوث الأممي السابق الهولندي بيتر فان والسوم. وعلمت «المساء» أن روس عقد، أول أمس، لقاء مع كل من وزيري الداخلية والخارجية شكيب بنموسى والطيب الفاسي الفهري، والمدير العام للدراسات والمستندات ياسين المنصوري، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد، الذين مثلوا المغرب في الجولات الأربع للمفاوضات التي احتضنها منتجع مانهاسات في الولاياتالمتحدة في العامين الماضيين، لكن لم يتسرب أي شيء حول فحوى اللقاء والمقترحات التي تقدم بها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، وكذا مقترحات المغرب بخصوص ملف الصحراء. وأوضحت مصادر مطلعة أن جولة روس الثانية تندرج في إطار محاولة روس لعقد لقاء بين مختلف الأطراف في النزاع وتحديد موعد استئناف الجولة المقبلة، التي لا يعرف ما إن كانت ستكون جولة خامسة تنطلق من النقطة التي وقفت عندها الجولة الرابعة أم أنها ستكون جولة جديدة تبدأ من الصفر، لكونها الأولى منذ تعيين روس في منصبه خلفا للهولندي والسوم. وسبق لروس أن قام بأول جولة له في المنطقة في فبراير الماضي من أجل استكشاف مواقف الأطراف من النزاع وجس النبض، قبل وضع خطته الجديدة لاستئناف المفاوضات. وقال مصدر جيد الاطلاع إن الجولة الثانية همت البحث عن «مدونة سلوك» تتفق عليها جميع الأطراف لكي يتم ضبط مسار المفاوضات المقبلة والخروج من المأزق الذي وصلت إليه مفاوضات مانهاست، مضيفا أن فشل الجولات الأربع الماضية يرجع إلى عدم وجود أرضية أو مسطرة متفق عليها يمكن الرجوع إليها في حال حصل هناك تعثر في طريق التفاوض، خاصة وأن روس عازم على إنجاح مهمته وعدم تكرار الأخطاء السابقة. ومن المحتمل أن يكون روس قد جدد في هذه الجولة مقترحه السابق بعقد لقاءات تمهيدية غير رسمية بين مختلف الأطراف قبل الانطلاق الفعلي للمفاوضات، بهدف بناء جسر للثقة بينها وضمان نجاح مسار المفاوضات. وكان تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي صدر بعد الجولة الأولى، قد أوصى المبعوث الشخصي بعقد لقاءات أولية، وهو المقترح الذي تبنته عواصم دولية مثل واشنطن وباريس ومدريد. لكن التقرير لم يوضح ما إن كانت المفاوضات المقبلة استمرارا لمانهاست أم بداية من الصفر، لأنه في الوقت الذي أوصى فيه بعقد لقاءات تمهيدية أكد على أن المبعوث الخاص سيسترشد بالقرار رقم 1813 الصادر في ماي 2008، والذي أكد التزام المبعوث الشخصي بمساعدة الطرفين على التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، وجدد دعوته للمغرب والبوليساريو ولدول المنطقة إلى أن تواصل تعاونها التام مع الأممالمتحدة ومع بعضها البعض لإيجاد حل سياسي للنزاع، كما نوه بجدية المقترح المغربي حول مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء. وفي تصريح ل«المساء» قال عبد المجيد بلغزال، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، ردا على ما إن كانت الجولة الثانية دليلا على فشل الجولة الأولى «لا يمكن أن نعتبر الجولة الأولى فاشلة لأنها كانت جولة استكشافية فقط، كما لا يمكن أن نتحدث عن الفشل في موضوع الصحراء لأن الملف معقد ويتجاوز الأطراف المباشرة فيه»، وأشار بلغزال إلى أن قضية الصحراء ترتبط برهانات إستراتيجية للدول الغربية وأن وضعية اللاحرب واللاسلم الراهنة تخدم مصالح الغرب.