غادر المبعوث الأممي كريستوفر روس الجزائر، آخر بلد زاره في جولته، متوجها إلى اسبانيا ثم فرنسا وواشنطن، دون أن يظهر في الأفق معالم مخرج للنزاع، بعدما أعلنت قيادة البوليساريو رفضها لمقترح الحكم الذاتي، وأكدت الجزائر دعمها لها في هذا الموقف.وخلال لقائه مع رئيس البوليساريو محمد بن عبد العزيز دعا المبعوث الأممي كريستوفر روس إلى إيجاد حلّ سياسي للنزاع حول الصحراء، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن بن عبد العزيز قوله إنه أمر إيجابي، روس أبلغني أنه سيعمل على إعادة فتح المفاوضات بدون شروط مسبقة.وبخلاف دعوة روس، صعّدت البوليساريو من لهجتها الحادة تجاه المغرب، إذ في الوقت الذي قال فيه رئيس البوليساريو محمد بن عبد العزيز إن جبهته مستعدة للتفاوض بدون شروط، طالب بن عبد العزيز بما زعم أنه 500 مفقود مدني و151 أسير حرب لدى المغرب، وكذا يتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو حتى تشمل رعاية حقوق الإنسان في الصحراء، مما يعدّ محاولة منه لنسف خيار التفاوض أصلا، على اعتبار المغرب يرفض قطعا هذا الطلب، لتعارضه مع اتفاق وقف إطلاق النار في سنة .1991وبينما أكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة أنه سيسعى بكل حزم من أجل إعادة بعث المفاوضات بين البوليساريو والمغرب من أجل التوصل إلى حل يضمن حق تقرير المصير في الصحراء، أوضح في تصريح صحفي في تندوف عقب انتهاء لقاءاته مع قادة البوليساريو، أنه أجرى مباحثات مع الملك محمد السادس وكبار المسؤولين وصفها بالمعمقة والمفيدة. وقال كريتسوفر روس إن المهمة التي كلفت بها هامة بالنسبة لمستقبل منطقة شمال إفريقيا مؤكدا أنه سيبذل قصارى جهوده لإنجاحها بروح من الإحترام و الصراحة والإتزان والتفاؤل. واللافت في جولة روس الأولى التي تنتهي رسميا الأربعاء، زيارته ضمن هذه الجولة إلى إسبانياوفرنسا وأمريكا، لمعرفة آراء واقتراحات هذه الدول التي لها تأثير كبير في الملف، إضافة إلى استشارات أخرى في الأممالمتحدة، تمهيدا لإعلان تاريخ الجولة الخامسة. يذكر أن جولة روس الأولى من نوعها بدأت منذ يوم الأرعاء الماضي، وتستمر لثمانية أيام، ويبحث روس مع الأطراف المتنازعة في البحث لكيفية الوصول إلى حل سياسي نهائي للصحراء، على أرضية قرار مجلس الأمن 1813 الذي أكد على ضرورة التفاوض بحسن نية، وعلى أساس الواقعية وروح التوافق.