أنهى المبعوث الأممي كريستوفر روس جولته إلى كل من المغرب والبوليساريو والجزائر، متوجها اليوم إلى إسبانياوفرنسا، قبل أن يعود إلى واشنطن في جولة تستمر إلى غاية 25 فبراير الجاري، يحاول فيها استكشاف مواقف الأطراف المتنازعة، وكذا الدول المؤثرة في النزاع، تمهيدا للجولة الخامسة من المفاوضات التي يرتقب أن تكون شهر مارس المقبل. وكان روس قد اختتم زيارته الأحد إلى الجزائر، قادما إليها من تندوف، التي توجه إليها من الرباط على متن طائرة إسبانية، حيث التقى قادة جبهة البوليساريو يومي السبت والأحد، توجه بعدها إلى الجزائر، بوصفها طرفا في النزاع، ولم يزر روس موريتانيا، التي حضرت كملاحظ أيضا في الجولات السابقة من التفاوض، لكنه توجه إلى كل من إسبانياوفرنسا ثم أمريكا. وكان كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، قد أكد بالقول: سأبذل كل ما في وسعي لتسوية هذا الملف بروح من الصرامة والاتزان والتفاؤل والاحترام، وفي محاولة لإحداث تجاوب مع مساعيه؛ ذهب الديبلوماسي الأميركي إلى أن تلك المهمة تكتسي أهمية بالغة لمستقبل شمال إفريقيا. ولم ينس روس الإشارة إلى مكانة مدينة فاس المغربية في قلبه، حيث عمل في المركز الثقافي الأمريكي هناك، وقال أكن لمدينة فاس حبا خاصا، وكان قد قضى فيها ثلاث سنوات. وأبدت البوليساريو تصلبها إزاء مشروع المغرب للحكم الذاتي، وتطالب بالاستفتاء كشكل وحيد للتعبير عن تقرير المصير، وقال قيادي في جبهة البوليساريو امحمد خداد سنقول لروس إنه حان الوقت لتنظيم استفتاء تقرير المصير لإعطاء الكلمة للشعب الصحراوي كي يختار بين الاستقلال أو الانضمام الى المغرب. وهو ما يعبر عن رغبة من الجبهة في نسف الجهود الأممية في الوصول إلى حل سياسي متوافق بشأنه. وكان القرار الأخير لمجلس الأمن بخصوص النزاع قد دعا إلى استئناف التفاوض على أساس الواقعية وروح التوافق، بينما عبرت كل من فرنساوإسبانيا وأمريكا عن دعمها لمشروع الحكم الذاتي، رافضين البدء من نقطة الصفر في أي جولة جديدة من التفاوض، وهو ما تحاول الجزائر التي تدعم البوليساريو ضد الوحدة الترابية للمغرب العمل من أجل نسفه. على صعيد آخر، أكد الخبير الأمريكي ويليام زارتمان، الأستاذ بجامعة جون هوبكينز الأمريكية، أن الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية يمثل الحل التوافقي الحقيقي الوحيد لقضية الصحراء؛ داعيا الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الى الاطلاع بدور أكثر أهمية للمساعدة على حل هذا النزاع الإقليمي. وأضاف زارتمان أن مقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية هو المخرج الوحيد الممكن والقابل للتنفيذ والكفيل بإخراج قضية الصحراء من المأزق.