عبر المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء ، الأمريكي كريستوفر روس ، عن تفاؤله بشأن نزاع الصحراء ، مصرحا أن تسوية هذا النزاع المفتعل تسير في «الطريق الصحيح». وجاء تصريح روس ، خلال الجولة الثانية له إلى المنطقة ، منذ تعيينه في يناير الماضي، حيث حل يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة وعقد لقاء مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، أعقبه لقاء الخميس مع قيادة البوليساريو ، ثم الجمعة مع المسؤولين الموريتانيين ، ويتوقع أن يحل يومه السبت في المغرب كآخر محطة لهذه الزيارة . وتأتي زيارة روس تنفيذا لقرار مجلس الأمن 1871 ، الذي صادق عليه نهاية أبريل الماضي ، والذي أعطى الضوء الأخضر لروس لإجراء « محادثات مصغرة وغير رسمية » تمهيدا لعقد جولة خامسة من مفاوضات مانهاست ، وهي المقاربة التي اقترحها المبعوث الشخصي كحل أخير بعد المأزق الذي آلت إليه المفاوضات . وكان المغرب قد عبر عن رفضه استمرار مفاوضات مانهاست وفق نفس الأسلوب الذي سارت عليه خلال الجولات الأربع السابقة ، وهو ما جعل مجلس الأمن يقترح مقاربة جديدة متمثلة في إجراء لقاءات تمهيدية ، يحضرها ممثلان أو ثلاثة عن كل طرف ، بعيدا عن وسائل الإعلام ، لضمان استعداد أفضل للجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست . وفي هذا الإطار توقعت مصادر متطابقة أن تحتضن النمسا هذه اللقاءات ، غير أن المبعوث الشخصي ما زال متكتما حول موعد ومكان إجرائها . وكان تيار «خط الشهيد» ، وهو تيار منشق عن البوليساريو ، قد وجه نهاية الأسبوع الماضي ، رسالة إلى كريستوفر روس ، لإجراء لقاء مع قادة هذا التنظيم سواء في نواكشوط أو مدريد وذلك خلال الجولة الثانية التي يستعد روس للقيام بها إلى المنطقة ، غير أن المبعوث الشخصي لم يرد على هذا الطلب . الرسالة التي وقعها منسق هذا التيار ، المحجوب سالك ، وهو أحد مؤسسي البوليساريو ، أكدت أن القيادة الحالية للبوليساريو «لا تمثل سوى نفسها» وبالتالي فهي «ليست مخولة للتفاوض أو التحدث باسم الشعب الصحراوي» ، وأنها قيادة لا هم لها سوى « الإثراء على حساب معاناة الصحراويين بمخيمات تندوف» . وسبق لتيار خط الشهيد أن أعلن استعداده للتفاوض مع المغرب حول حكم ذاتي في الصحراء أو أية صيغة من الصيغ التي تضمن تقرير المصير للصحراويين ، بعيدا عن الضغوط الخارجية . وكانت مجموعة أخرى منشقة عن البوليساريو ، والتي أسست بداية السنة الماضية تحت إسم « الجماعة الصحراوية المستقلة » قد طالبت أيضا الأمين العام الأممي بإشراكها في المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة حول نزاع الصحراء .