يتوقع أن يوجه المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء في الأيام القادمة ، دعوة إلى الأطراف المعنية لإجراء محادثات « مصغرة وغير رسمية» طبقا لقرار مجلس الأمن الأخير . وفي الوقت الذي لم يعلن رسميا عن مكان وموعد هذه المحادثات ، ذكرت مصادر متطابقة ، أنها ستعقد نهاية يوليوز الجاري بالعاصمة النمساوية فيينا . وكان مجلس الأمن قد دعا في قراره 1871 ، نهاية أبريل الماضي ، الأطراف المعنية ، إلى مواصلة المفاوضات حول الصحراء «دون شروط مسبقة وبحسن نية» والتحلي «بالواقعية وبروح التسوية» من أجل إحراز تقدم في هذه المحادثات ، «مع أخذ الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة في الحسبان» مرحبا ب«اتفاق الطرفين مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس على إجراء محادثات مصغرة وغير رسمية » تمهيدا لعقد جولة خامسة من المفاوضات . وقد تجسدت هذه الرؤية ، عقب أول جولة قام بها روس إلى المنطقة ، في فبراير الماضي ، بعد القناعة التي خلص إليها ، وهي أن مفاوضات مانهاست ، وصلت إلى الباب المسدود ، مما أصبح يتطلب مقاربة جديدة ، للخروج من هذا المأزق . وخلال الجولة الثانية لروس في المنطقة ، الشهر الماضي ، عبر المبعوث الشخصي ، عن تفاؤله بشأن نزاع الصحراء ، مصرحا بأن تسوية هذا النزاع المفتعل تسير في «الطريق الصحيح » ، وهو ما فسرته مصادر مطلعة ، بوجود مقترح جديد سيضعه روس أمام المشاركين في اللقاء المقبل . وقالت هذه المصادر ، إن المقترح المتوقع أن يعرضه روس على الأطراف المعنية ، يرتكز على مبدأ « أقل من الإستقلال ، وأكثر من الحكم الذاتي ». أي أن تتخلى قيادة البوليزاريو عن مطلبها ب« استقلال» الصحراء ، وأن يقبل المغرب ، بمنح الأقاليم الصحراوية ، اختصاصات وصلاحيات أكثر مما جاء في مقترحه المتعلق بالحكم الذاتي . ومعلوم أن المغرب ، سبق وأعلن أن الحكم الذاتي الذي يقترحه ، « مجرد مبادرة وليس اتفاقا مفصلا يؤخذ او يترك » وأنه «إطار لحل ... يمكن ان يخضع لمفاوضات حول وسائله » ، وهو ما فسره المراقبون باستعداد المغرب لمناقشة الصلاحيات والاختصاصات التي يمكن أن يمنحها للأقاليم الصحراوية ، باسثتناء تلك التي تمس سيادته ورموز هذه السيادة ، في حين لم يصدر أي موقف إيجابي من طرف البوليزاريو ، رسميا على الأقل ، يمكن أن يفسر بأنه استعداد لمناقشة حل سياسي غير « الاستقلال» ، الذي سبق لمجلس الأمن أن اعتبره بمثابة « خيار غير واقعي». وبرأي المراقبين ، فإن ما شجع روس على بلورة هذا التصور الجديد ، الدعم الذي يحظى به من قبل الإدارة الأمريكيةالجديدة ، ومساندتها لهذا التصور للإسراع في إيجاد حل للنزاع ، موضحين أن إدارة أوباما ، تدعم هذا الخيار « الوسط» أي « أقل من الإستقلال ، وأكثر من الحكم الذاتي » ، مشيرين في هذا السياق إلى الرسالة التي بعث بها أوباما إلى جلالة الملك ، والتي لم تشر إلى « تقرير المصير» بل إلى « حل يحظى بالقبول المتبادل » تحت إشراف ورعاية الأممالمتحدة ، وعن طريق المفاوضات.