بدأ أمس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء، كريستوفر روس ، سلسلة اجتماعاته مع المسؤولين المغاربة في ثالث جولة له في المنطقة منذ تعيينه في يناير 2009 خلفا للهولندي بيتر فان فالسوم . وكان روس قد أعلن عزمه القيام بزيارة إلى المنطقة قبل انعقاد الاجتماع الثاني غير الرسمي بين أطراف النزاع،الذي احتضنته أرمونك بضواحي نيويورك . وحسب مصادر مطلعة فإن روس سيقدم إلى الأطراف المعنية اقتراحات ملموسة لتعبيد الطريق نحو جولة خامسة من المفاوضات الرسمية التي ترعاها الأممالمتحدة ، تكون حاسمة باتجاه الحل النهائي . فالمبعوث الشخصي ، وحسب مقاربته الجديدة للنزاع ، لا ينوي الإعلان عن جولة خامسة للمفاوضات إلا بعد تحقيق يتقدم على صعيد الحل السياسي التوافقي الذي تدعو إليه الأممالمتحدة ، وهو ما جعله يعقد اجتماعين غير رسميين ، الأول بفيينا والثاني بأرمونك ، ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يدعو روس إلى اجتماع ثالث غير رسمي لمناقشة المقترحات التي سيقدمها خلال هذه الزيارة . وكان روس قد حل بالرباط زوال الأربعاء مرفوقا بمجموعة من مساعديه . وحسب مصادر دبلوماسية مغربية فإن روس سيبقى في المغرب إلى يوم السبت ، حيث تتضمن زيارته لقاءات مع المسؤولين المغاربة وضمنهم وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري ، ومن المتوقع أيضا أن يتم استقباله من طرف جلالة الملك . وبعد المغرب سينتقل روس السبت إلى مخيمات تندوف قبل أن يواصل جولته بزيارة إلى موريطانيا ثم الجزائر . وعلى ضوء ما سيستمع إليه روس من مواقف في المنطقة سيقدم روس ملاحظاته إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المطالب بدوره بتقديم تقرير إلى مجلس الأمن نهاية أبريل القادم ، الذي يصادف انتهاء مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء « المينورسو » وبالموازاة مع جولة روس الجديدة ، طالب أغلب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من البيت الأبيض بذل الجهود الكفيلة بإيجاد حل للنزاع على أساس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وفي رسالة وقعها 54 عضوا بمجلس الشيوخ ، يضم 100 عضو ، ينتمون إلى الحزبين الديموقراطي والجمهوري وموجهة إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ، أكد الموقعون أنه « يتعين على الولاياتالمتحدة العمل بجد مع شركائها لحل نزاع الصحراء» ، مشيرين إلى اتفاقهم مع وزيرة الخارجية بأن مشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب « جاد وذو مصداقية» وأن الولاياتالمتحدة تدعو منذ عهد إدارة كلينتون إلى تسوية لهذا الصراع على أساس هذه الصيغة . وتأتي هذه الرسالة بعد أخرى مماثلة كان أغلب أعضاء مجلس النواب الأمريكي ، 229 من أصل 435 ، قد وجهوها ، في أبريل الماضي ، إلى الرئيس باراك أوباما دعوا خلالها إلى تقديم دعم قوي للمبادرة المغربية من أجل حل نزاع الصحراء. وبرأي مختلف المراقبين فإن تحرك قوي وفعال للإدارة الأمريكية للدفاع عن الحل السياسي للنزاع سيساهم في التوصل إلى حل نهائي بما يضمن استقرار المنطقة التي تتهددها مخاطر عديدة على رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة .