عقد مجلس الأمن الدولي أول أمس جلسة عمل ، خصصت لمناقشة التقرير الأخير للأمين العام الأممي حول الصحراء، والسبل الكفيلة بمواصلة المفاوضات المباشرة التي توقفت منذ أزيد من سنة، وذلك بحضور المبعوث الشخصي كريستوفر روس، وفي هذا الإطار أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن روس أبلغ أعضاء مجلس الأمن ال15 بتفاصيل الاتصالات التي قام بها خلال جولته الأولى بالمنطقة ، وكذا باللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الاسبان ، الفرنسيين والأمريكيين ، بالإضافة إلى المقاربة الجديدة التي اقترحها وتضمنها تقرير الأمين العام الأممي . وكان بان كي مون في تقريره ، أشار إلى أن مبعوثه الشخصي كريستوفر روس اقترح على الأطراف «عقد اجتماع تحضيري مصغر غير رسمي واحد أو أكثر»، وأشار إلى أن الأطراف قد أعطت موافقتها على هذا النهج ، وذكرت مصادر دبلوماسية بهذا الخصوص أنه من المتوقع أن تحتضن النمسا أول لقاء على هذا المستوى . وفسر الأمين العام الأممي ضرورة اعتماد هذه المقاربة الجديدة بكون « المشاورات التي أجريت حتى الآن لم تحدث، على ما يبدو، تغييرا منذ آخر جولة من المفاوضات بما يكفي لتيسير خروج الجولة الخامسة بنتيجة إيجابية»، وهو ما يتطلب مزيدا من التأني قبل الإعلان عن موعد الجولة الخامسة من المفاوضات . من جانبه أكد رئيس مجلس الأمن المكسيكي كلود هيلر ، أن أعضاء المجلس أعربوا عن دعمهم للمقترحات التي تضمنها تقرير بان كي مون ، بما في ذلك الاستراتيجية الجديدة التي اقترحها مبعوثه الشخصي . ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن مصادر دبلوماسية قولها إن جلسة المشاورات التي عقدها مجلس الأمن ، تميزت بعدة مداخلات شددت على ضرورة التأكيد مجددا على دعم المجلس للمبعوث الشخصي للامين العام العام المتحدة، وتشجيع الأطراف على الدخول في مفاوضات معمقة على أساس القرار1813 لمجس الأمن ، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ويحظى بقبول الأطراف. ومعلوم أن القرار الأممي 1813 ، الذي صدر في نهاية أبريل 2008 ، شدد على ضرورة التحلي بالواقعية في إطار التوافق كسبيل وحيد لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل ، محيلا بذلك على أهم ما جاء في خلاصات المبعوث الشخصي السابق للأمين العام الأممي ، بيتر فان فالسوم ، والذي أكد في آخر تقرير له إلى مجلس الأمن أن « استقلال الصحراء ليس خيارا واقعيا». وينتظر أن يعقد مجلس الأمن جلسة ثانية في 30 أبريل الجاري للمصادقة على المقترحات والتوصيات التي جاءت في تقرير بان كي مون ، وعلى رأسها المقاربة الجديدة للدفع بمفاوضات مانهاست وضمان نجاحها ، بالإضافة إلى تمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء ، المينورسو، ل 12 شهرا .