ذكر رئيس مجلس الأمن خلال الشهر الحالي، السفير الياباني «يوكيو تاكاسو»، أن عددا من أعضاء مجلس الأمن الدولي عبروا عن خيبة أملهم من الجمود الذي تعرفه المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة حول الصحراء، داعين الأطراف المعنية إلى اعتماد مواقف خلاقة ومبتكرة لأن وحدها المفاوضات بحسن نية يمكن أن تفضي إلى حل » رئيس مجلس الأمن الذي كان يتحدث إلى وسائل الإعلام أول أمس بعد انتهاء الاجتماع الأولي للمجلس حول الصحراء ، أكد بهذا الخصوص أن هناك أفكارا عديدة طرحت خلال الاجتماع لتجاوز هذا الركود منبها إلى أنه لم يتم بعد التوصل إلى أي نتيجة . وكان مجلس الأمن قد عقد أول أمس، في جلسة مغلقة، اجتماعا تشاوريا لمناقشة تقرير الأمين العام الأممي، كما استمع إلى المبعوث الشخصي كريستوفر روس الذي أبلغ الأعضاء الخمسة عشر بفحوى التحركات التي قام بها مؤخرا، ومن بينها الاجتماع غير الرسمي الذي الذي احتضنته أرمونك في فبراير الماضي . مصادر مطلعة أكدت من جهتها أن البوليساريو والجزائر شحذتا كل أسلحتهما من أجل الهجوم على تقرير الأمين العام الأممي، الذي كان زعيم الانفصاليين اتهمه بالتحيز للمغرب، وذلك في محاولة لتضمين القرار الذي سيصدر نهاية الشهر الجاري فقرة توكل إلى بعثة المينورسو مهمة «مراقبة أوضاع حقوق الانسان» بالإضافة إلى حصر مدة تمديدها في أربعة أشهر عوض سنة كما أوصى بان كي مون، ويسعى الطرف الآخر جاهدا لكي لا يتضمن القرار المزمع اتخاذة إشارة إلى ضرورة إحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، وهو ما يطالب به المغرب، وأصى به تقرير الأمين العام الأممي. وفي إطار هذه الضغوط، أعلن محمد سالم ولد السالك، وزير خارجية الجمهورية الوهمية، أن الإنفصاليين قرروا مراجعة علاقتهم مع بعثة المينورسو بدعوى أن هذه الأخيرة تراجعت عن التزاماتها. وفي اتصال مع وكالة فرانس برس لم يوضح ولد السالك توضيح فحوى القرار، حيث صرح أن « هناك عدة معاني تفيدها العبارة... ومنها الحد من الاتصالات أو قطع كامل العلاقات مع هذه المنظمة» ، غير أن ذات المصادر أكدت أنه من المستبعد أن يخضع مجلس الأمن لهذه الضغوط والابتزازات . وكان المغرب قد أعلن أن التقرير الأخير للأمين العام الأممي في «منتهى الجدية والدقة والموضوعية» وقال خالد الناصري، الناطق الرسمي باسم الحكومة في لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس الحكومة أول أمس، إن هذا التقرير«أغضب كثيرا الأطراف الأخرى التي ربما كانت تنتظر أن الأممالمتحدة ستهادنها، متوقعة أنه سيكون للمنتظم الأممي موقف غير موضوعي يهادن الأطراف التي يعرف العالم كله بأنها هي الأطراف المعرقلة». وأضاف الناصري أن التقرير جاء بأشياء في منتهى الجدية والدقة والموضوعية، وطالب بإحصاء سكان مخيمات تندوف، مذكرا بأن المغرب يركز باستمرار على هذا المطلب.