دخلت قضية الصحراء منعطفا جديدا، بعد قرار مجلس الأمن دعم جهود المبعوث الأممي، كريستوفر روس.ففي تصريح لرئيس مجلس الأمن، خلال الشهر الحالي، السفير الياباني، يوكيو تاكاسو، للصحافة، أول أمس الخميس، في نيويورك، قال إن "أعضاء مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، جددوا، بالإجماع، تأكيد دعمهم لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء، كريستوفر روس". وبينما كانت جبهة بوليساريو، ومن ورائها الجزائر، تنتظران قرارا من مجلس الأمن يقضي بالإعلان عن فشل مهمة روس، وتغيير أرضية النقاش، وتجاوز مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب، أكد رئيس مجلس الأمن، تاكاسو، عقب مشاورات للمجلس حول الصحراء، أن "مجلس الأمن عبر لروس عن تقديره القوي ودعمه لجهوده من أجل التوصل إلى حل سياسي، عادل ونهائي ومقبول، بشكل متبادل" لقضية الصحراء. وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن أجمعوا، أيضا، على "تشجيع الأطراف على مواصلة مسلسل المفاوضات بحسن نية، ودون شروط مسبقة، تحت رعاية الأممالمتحدة، من أجل التوصل إلى هذا الحل السياسي، العادل والنهائي والمقبول بشكل متبادل". وعلمت "المغربية"، من مصدر مطلع، أن بوليساريو وجهت، بتخطيط من الجزائر، مذكرات ورسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طيلة الأشهر الستة الماضية، تتضمن مطالب بتحميل بعثة المينورسو مهمة مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، وكان الهدف من هذه العملية هو تغيير دور المينورسو، وتحويلها إلى وكالة أممية تتفاعل، فوق التراب المغربي، مع تحركات انفصاليي الداخل، وعملاء الاستخبارات الجزائرية، وتشكل غطاء أمميا لتحركاتهم وأنشطتهم المعادية لوحدة المغرب واستقراره. إلا أن قرار مجلس الأمن خيب آمال بوليساريو وحليفتها الجزائر. وأشار رئيس المجلس، بهذا الصدد، إلى أن الأعضاء ال15 أعربوا عن تأييدهم لتمديد فترة ولاية بعثة المينورسو إلى غاية 30 أبريل 2011، الأمر الذي أبطل حسابات النظام الجزائري، وجعل بوليساريو تعلن، على لسان المسؤول عن العلاقات الخارجية في كيانها المزعوم، محمد السالم ولد السالك، أول أمس الخميس، قرارها ب"مراجعة العلاقة" مع المينورسو، وهو ما اعتبره المراقبون مناورة جديدة للبوليساريو، خاصة بعد أن أوصى الأمين العام الأممي، في تقريره الأخير حول الصحراء، مجلس الأمن بتمديد ولاية بعثة المينورسو، وتعرض لانتقادات زعيم بوليساريو، الذي وصفه ب"التحيز لصالح المغرب". يظهر أن الجزائر وبوليساريو، بعدما منيتا بانتكاسات على المستوى الدبلوماسي الدولي، لجأتا إلى تحريض منظمات المجتمع المدني الأوروبي، خاصة في إسبانيا، وبعض بلدان الاتحاد الأوروبي، من أجل العصيان والتمرد على قرارات المؤسسات الرسمية، التي تتجه نحو تعميق علاقاتها مع المغرب، ودعم مبادرته لحل مشكل الصحراء حلا سياسيا وتفاوضيا. وتعتبر معركة الجزائر وبوليساريو خاسرة، ولا تعدو أن "تكون ركلة بغل يحتضر"، كما وصفها أحد الصحراويين العائدين، أخيرا، إلى المغرب من مخيمات تندوف.