اختتمت أمس أشغال الإجتماع الثاني غير الرسمي التمهيدي للدورة الخامسة للمفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء بمدينة أرمونك شمال نيويورك. و افاد مراقبون من نيويورك بان المفاوضات بين طرفي النزاع تركزت في يومها الاول على تقديم ومناقشة اطروحات الطرفين لحل نزاع الصحراء المقدمة سنة 2007 الى مجلس الامن الدولي ، وأن المبعوث الأممي كريستوفر روس يبذل جهودا لتذويب الخلافات بين طرفي النزاع تمهيدا لعقد جولة خامسة من المفاوضات الرسمية كفيلة بمراجعة جوهر القضية . و قالت مصادر أممية في نيويورك إن الأممالمتحدة تأمل أن تؤدي المحادثات غير الرسمية إلى عقد جولة خامسة من المفاوضات في غضون أسابيع، بيد أن ذات المصادر ، أفادت أن سقف التوقعات ليس عاليا، وهناك تباعد في وجهات نظر الطرفين، لكن كريستوفر روس (المبعوث الأممي لنزاع الصحراء) سيبذل قصارى جهده لتعزيز الثقة بين الجانبين». ويندرج هذا الاجتماع الذي يشارك فيه بالإضافة إلى المغرب، وفود من الجزائر وموريتانيا و"البوليساريو"، في إطار تطبيق قرارات مجلس الأمن وخصوصا القرار 1813 (2008) و القرار 1871 (2009) . وتدعو هذه القرارات الأطراف إلى الدخول في مرحلة من المفاوضات المكثفة والجوهرية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود المبذولة من طرف المغرب منذ 2006 ، والتحلي بالواقعية وبروح التوافق من أجل التوصل الى حل سياسي ونهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. ويأتي هذا الاجتماع الثاني أيضا بعد أربع جولات من المفاوضات التي انعقدت في مانهاست سنتي 2007 و 2008 تحت إشراف المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة السيد بيتر فان فالسوم . وقد عبر الوفد المغربي ، في اجتماع نيويورك ، عن استعداده للتفاوض حول تسوية نهائية توافقية على أساس المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي التي أشار مجلس الأمن بوضوح إلى أسبقيتها. وأكد الوفد على صواب هذه المبادرة وسيذكر بالمقاربة الديمقراطية التي ساعدت على إعدادها وسيعرض محتواها الجوهري وسيبرهن على مطابقتها للشرعية الدولية وسيحلل بعدها الجهوي . وفي الوقت نفسه فضح المغرب ، مثلما فعل في الاجتماعات الأخرى ، المرجعية المتجاوزة للمقترح المزعوم الذي قدمه "البوليساريو "، ومحتواه المتجاوز ، وقراءته المضللة والمحرفة لمبدأ تقرير المصير ولفلسفته المناقضة للتوجه الذي وضعه مجلس الأمن ، والذي ينشده المجتمع الدولي لتسوية هذا النزاع الإقليمي . وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد أكد على موقف "الحياد التام" الذي تنتهجه موريتانيا إزاء النزاع في الصحراء وذلك خلال لقاء في نواكشوط مع هاني عبد العزيز مسؤول بعثة الأممالمتحدة المكلفة بالاستفتاء في الصحراء "مينورسو". وأكد المسؤول الأممي، وهو دبلوماسي مصري، في تصريحات له في نواكشوط على تأكيد الرئيس الموريتاني له على «وجهة نظر موريتانيا المحايدة تماما بشأن قضية الصحراء الغربية».