في خطوة لم تكن مفاجئة، أعلنت جبهة البوليساريو، أول أمس في الجزائر، أنها مستعدة للمشاركة في جولة خامسة من المفاوضات مع المغرب حول مستقبل الصحراء، لكنها اشترطت عدم حضور الموفد الخاص للأمم المتحدة بيتر فان والسوم، في وقت تؤكد فيه الأممالمتحدة تمسكها بمبعوث بان كي مون إلى الصحراء. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن طالب عمر، العضو في قيادة البوليساريو، قوله: «إننا ندعم مبدأ التفاوض مع المغرب»، لكنه أضاف أن «جبهة البوليساريو توافق على المشاركة في جولة خامسة من المفاوضات لكن من دون حضور والسوم». واعتبر أن البوليساريو ترى أن والسوم «منحاز إلى المغرب بعد أن صرح بأن استقلال الصحراء الغربية خيار غير واقعي». وقال رمضان المسعودي، عضو المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، إن إعلان البوليساريو الموافقة على الاستمرار في المفاوضات يعد في حد ذاته «أمرا إيجابيا»، إلا أنه قال ل«المساء» إن شروط البوليساريو تعتبر تعجيزية للأمم المتحدة ولأمينها العام الذي اختار مبعوثه إلى الصحراء وجدد ثقته فيه. وقال المسعودي إن «الأممالمتحدة عبرت عن رأيها منذ أسبوع، حين قالت إن والسوم سيبقى في منصبه كوسيط للسلام». وحول فحوى المفاوضات التي يجريها المغرب مع البوليساريو قال: «البوليساريو لا تساعد على التقدم في المفاوضات لأنها مازالت متمسكة بموقفها منذ 1975، أما المغرب فقد طرح مقترحا متكاملا وجديدا». وكانت الأممالمتحدة قد جددت تأكيدها على دور وسيطها في نزاع الصحراء بيتر فان والسوم، وقالت إنه «سيواصل مهمته من دون أي تغيير في وضعه، وجاء ذلك في أعقاب لقاء أجراه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك الأسبوع الماضي، مع المبعوثين المغربيين الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، حيث صرحت الناطقة باسم الأمين العام بأن وضع الموفد الدولي «لم يتغير»، وأنه سيظل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، و«سيشارك في مسلسل التفكير الخاص بالمراحل المقبلة». وعن الجولة المقبلة لمفاوضات مانهاست بين الأطراف المعنية، قالت الناطقة: «تقرر منح وقت للتفكير قبل الدعوة إلى جولة المفاوضات المقبلة». ويجري المغرب وجبهة البوليساريو منذ يونيو 2007 مفاوضات مباشرة برعاية الأممالمتحدة في ضاحية مانهاست في نيويورك، لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن.