أثار تنحي بيتر فان والسوم عن منصبه ورفضه تجديد مهمته كمبعوث في الصحراء ارتباكا في مسار المفاوضات التي دشنها المغرب والبوليساريو حول الصحراء، خاصة أن الاستقالة جاءت بضغط من الجبهة وحليفتها الجزائر، ومن المفترض أن تكون وزارة الخارجية قد أصدرت بلاغا أمس، حول تنحي والسوم، وعلمت «المساء» أن البلاغ حمل مسؤولية مغادرة والسوم ل«البوليساريو»، وعبر عن استعداد المغرب للاستمرار في التفاوض. وفي سياق ردود الفعل المغربية، قال العربي المساري، الوزير السابق، إنه كان متوقعا أن يتنحى والسوم عن منصبه بسبب رفض الجزائر والبوليساريو لقناعاته بخصوص «عدم جدوى استقلال الصحراء»، وقال المساري ل«المساء» إنه «قد تبين للمبعوث الشخصي أنه لم يبق له مبرر للبقاء لأنه استنفد جهوده، وشكل قناعة أبلغها لمجلس الأمن مفادها بأنه لا يمكن تحقق استقلال الصحراء، وأنه يجب البحث عن حل سياسي». وحول احتمال عودة الأممالمتحدة إلى مخطط السلام الذي كان قد اقترح في عهد الأمين العام الأممي الأسبق بيريز ديكويلار، قال المساري: «لاشيء يبرر العودة إلى مخطط السلام المرتبط بتحديد الهوية من أجل الاستفتاء، لأن هذا المخطط ثبت أنه غير قابل للتطبيق»، وأضاف: «من المرجح أن تستمر الأممالمتحدة، بعد تعيين المبعوث الجديد، في نفس المسلسل القاضي بالتفاوض من أجل التوصل إلى حل سياسي». ومن جهته، قال رمضان المسعودي، عضو المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، إن رفض والسوم تجديد ولايته جاء بسبب «الابتزاز والضغط الذي مارسته البوليساريو والجزائر على الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي»، حيث كانت البوليساريو أعلنت أنها مستعدة لمواصلة التفاوض مع المغرب، شريطة استبعاد والسوم. ونفى المسعودي أن يكون تنحي والسوم عن منصبه بمثابة انتصار للجزائر والبوليساريو، وقال: «بالعكس هذا يبين ضعفهم، لأن الأممالمتحدة اقتنعت بجدوى الحل السياسي التوافقي، في حين مازالوا يرفضون»، وأضاف: «بعد تنحي والسوم لم يعد لدى البوليساريو أي مبرر، وعليها إظهار حسن النية في التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه». وكانت الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة قالت إن المنظمة الدولية بصدد البحث عن خلف لمبعوثها إلى الصحراء بيتر والسوم الذي لن يجدد تفويضه وسيطا في النزاع حول الصحراء الذي استمر منذ 33 عاما. وكان والسوم وصف أول أمس نفسه، في مقال في صحيفة إلباييس الإسبانية، بمبعوث «سابق» في الصحراء، في حين كان مفترضا أن يتم تجديد مهمته قبل أيام. وقالت الناطقة إنه يجري البحث عن خلف لوالسوم وإن جولة خامسة من المفاوضات بين المغرب البوليساريو ستجري هذا الخريف. وجدد والسوم دعوة البوليساريو إلى تقديم مقترح جديد غير الاستقلال الكامل للإقليم، «لأنها بإصرارها على ذلك تعمق دون قصد المأزق الحالي». وأبدى المغرب أسفه لعدم تجديد تفويض والسوم، وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري، خلال ندوة صحافية أول أمس، إن والسوم «تحلى بالشجاعة ليقول ما يدركه كل عقلاء العالم، إن إنشاء دولة سادسة أمر عبثي». وأضاف الناصري أن والسوم «نفذ مهمته بقدر كبير من الموضوعية والجدية».