وصف فان والسوم نفسه، في مقال رأي نشر يوم أمس في يومية «إلباييس» الإسبانية, بالمبعوث السابق للأمم المتحدة حول نزاع الصحراء، وهو الوصف الذي فهم منه المراقبون الدوليون والإسبان أنه استقالة غير مباشرة من منصبه. وأفادت مصادر دبلوماسية إسبانية «المساء» بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لن يمدد مجددا مهام مبعوثه الشخصي للصحراء بيتر فان والسوم والتي ستنتهي هذا الشهر. ورغم أن الأممالمتحدة لم تعلن إلى حد الآن عن تخليها عن المبعوث الأممي للصحراء، فإن فان والسوم، الدبلوماسي الهولندي، والبالغ من العمر 74 سنة، قرر، حسب مصادرنا، عدم تحمل المسؤولية مرة أخرى. وبهذا القرار سوف يدخل نزاع الصحراء مرة أخرى في متاهات البحث عن وسيط أممي جديد للتوصل إلى حل للصراع القائم منذ 33 سنة بين المغرب وجبهة البوليساريو، والذي سوف يدخل مجددا إلى النفق المسدود. ويأتي ذلك بعد استقالة المبعوث الأممي السابق جيمس بيكر سنة 2004، والتي وصفها حينها وزير الخارجية المغربي السابق، محمد بن عيسى، بأنها استقالة «جاءت حصيلة لصمود الدبلوماسية المغربية ورفضها لبعض المبادئ التي تمس الوحدة الترابية المغربية وسيادة المغرب على كل أراضيه»، حيث أعرب عن أسفه لاستقالة بيكر، وشكره في نفس الوقت على «مساعيه الحميدة ومجهوداته المضنية»، فيما تقول مصادرنا إن سبب الاستقالة يعود إلى اقتناع بيكر باستحالة التوصل إلى تسوية للنزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو عبر تطبيق المخطط الذي حمل اسمه، رغم المصادقة عليه بالإجماع من طرف مجلس الأمن الدولي. وتضيف مصادرنا أن المبعوث الأممي الحالي فان والسوم سيتخلى عن منصبه بعدما لقي تقريره السابق، الموجه في شهر أبريل الماضي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، انتقادات حادة من طرف جبهة البوليساريو، وهو التقرير الذي أشار فيه إلى أن «خيار الاستقلال الذي تطالب به البوليساريو اقتراح غير واقعي».