من المرتقب أن يخلف دبلوماسي أمريكي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء، الهولندي بيتر فان والسوم، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بعد اجتماع الأمانة العامة للأمم المتحدة. وذكرت يومية «إيل باييس»الإسبانية أمس، استنادا إلى مصادر من الأممالمتحدة مقربة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، أنه بخلاف التخمينات التي كانت ترشح وزير الخارجية الأسبق وارين كريستوفر للحلول محل والسوم، فإن الوسيط الأممي الجديد في ملف الصحراء هو ريتشارد روس، الذي عمل سابقا دبلوماسيا في عدد من البلدان العربية، ويشغل حاليا بوزارة الخارجية الأمريكية مهمة منسق في قضايا الإرهاب. وقالت الجريدة أمس إن تعيين أمريكي لقيادة المفاوضات المقبلة بين المغرب والبوليساريو وراءه إصرار الإدارة الأمريكية على حل ملف النزاع الذي استمر 33 عاما، دون أن يتمكن الطرفان المتصارعان من إيجاد صيغة وسط لإنهائه، وأضافت أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يريد الإسراع في تعيين المبعوث الجديد خلفا لوالسوم الذي استقال من مهمته بعد الانتقادات التي تلقاها من الجزائر والبوليساريو، منوهة إلى أن الأمين العام السابق كوفي عنان تأخر مدة عام كامل قبل أن يعين مبعوثا جديدا خلفا لجيمس بيكر عام 2004. وأشارت الجريدة إلى أن خبر تعيين روس مكان والسوم من شأنه أن يلقى تأييدا من لدن جبهة البوليساريو التي هاجمت الوسيط السابق واتهمته بالانحياز لموقف المغرب، كون الجبهة ترى في تعيين شخصية أمريكية نوعا من التأييد لأطروحاتها، غير أن الجريدة أوضحت بأن جيمس بيكر، وهو أمريكي، لم يتمكن من إحداث تقدم في المفاوضات بين الجانبين خلال المدة التي قضاها في مهمة الوسيط الخاص للأمم المتحدة في النزاع، بين 1997 و2004. ويبلغ ريتشارد روس من العمر 65 عاما، وهو يعرف جيدا الأوضاع في المنطقة، لأنه عمل سفيرا للإدارة الأمريكيةبالجزائر، كما قضى جزءا من حياته المهنية بمدينة فاس حيث كان يعمل لحساب وكالة المعلومات الأمريكية، وهي منظمة غير حكومية تعنى بالحوار بين أمريكا وغيرها من الشعوب وتشتغل في مجال التربية والثقافة أنشئت عام 1953. وعمل روس أيضا سفيرا في دمشق وبيروت، وهو يتقن اللغة العربية، حيث قام بتدريسها في جامعة كولومبيا، كما اشتغل في الصحافة متعاونا مع صحيفة «ميدل إيست جورنال».