قال مسؤولون بالأممالمتحدة أمس الخميس أن وسيط المنظمة الدولية الذي رأس محادثات بطيئة الخطى بشأن الصحراء المغربية تنحى عن منصبه. وقال الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم في مقال نشرته أمس الخميس صحيفة الباييس الاسبانية ان أحدث تمديد لعقده انتهى قبل أسبوع. وأكد مسؤولو الاممالمتحدة في نيويورك انه سيتم تعيين شخص ليحل محله لكنهم رفضوا الكشف عما إذا كان رحيله عن منصبه جاء بمبادرة منه. ومنذ العام الماضي اشرف فان فالسوم (74 عاما) على أربع جولات من المحادثات عقدت بالقرب من نيويورك بين المغرب وانفصاليي البوليساريو بشأن الصحراء المغربية التي ضمها المغرب بعد انسحاب اسبانيا المستعمر السابق للمنطقة في1975. وفشلت المحادثات في كسر الجمود بشأن ما إذا كان يجب ان تكون الصحراء الغنية بالموارد الطبيعية منطقة مغربية تتمتع بحكم ذاتي وهو ما تقترحه الرباط أو ان يجري استفتاء بين السكان على الاستقلال وهو ما تريده جبهة البوليساريو. وشكا الامين العام للامم المتحدة "بان كي مون من" ان الجانبين لا يتفاوضان بل يكرران مواقفهما الأولية. وكان فان فالسوم الذي تولى المنصب قبل ثلاث سنوات اغضب البوليساريو في ابريل عندما قال في تقييم رفعه الى مجلس الامن انه خلص الى ان "استقلال الصحراء ليس اقتراحا واقعيا". وفسر تصريحاته في وقت لاحق بأنها كانت "مغامرة" لمحاولة كسر الجمود في المفاوضات. وتسبب النزاع حول الصحراء المغربية الغنية بالفوسفاط ومصايد الاسماك وربما حقول نفط بحرية في إفساد العلاقات بين المغرب والجزائر التي تدعم البوليساريو وأعاق جهود التنمية في شمال افريقيا. وأدت المسألة أيضا إلى انقسام في مجلس الأمن مع تأييد فرنسا والولايات المتحدة لموقف المغرب ووقوف جنوب افريقيا ودول أخرى الى جانب البوليساريو. وتريد واشنطن إيجاد حل لمشكلة الصحراء حتى تتمكن دول المنطقة من التركيز على محاربة الإرهاب وهي القضية التي تعتبرها أكثر أهمية. وفي أول تعليق للحكومة على هذا القرار، قال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أن انتهاء مهام بيتر فالسوم كمبعوث خاص للأمين العام إلى الصحراء، ليس انتصارا ديبلوماسيا للجزائر والبوليساريو، وقال في تصريح لوسائل الإعلام المغربية "المبعوث الأممي إلى الصحراء انتهت مهامه يوم 21 غشت، ولم يقل أو يستقل". وأوضح الوزير أن المغرب لا يتعامل بمنطق الضغط والابتزاز مع الأممالمتحدة، كما فعلت البوليساريو، ل"أننا نتعامل بمنطق الاحترام والحجج السياسية"، وأضاف أن البوليساريو والجزائر "عودتنا على ممارسة نوع من الابتزاز في العلاقات الدولية التي تحتاج، حسب الوزير، إلى نوع من الحرمة". وعلق على مواقف البوليساريو الرافضة لتصريحات المبعوث الشخصي ووصفه ب"الأسلوب غير اللائق"، وأكد أن المغرب يثق في الأمين العام الأممي وفي أن يعين "شخصا آخر مناسبا"، وأضاف أن المقترح المغربي "عنصر مجدد في ملف الصحراء". كما أكد أن المغرب واثق من مشروعه الداعي إلى الحكم الذاتي.