استبعد عضو من المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، كوركاس، أن يكون الموقف الذي عبر عنه محمد خداد، منسق جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة، أول أمس يعكس الموقف النهائي والرسمي للجبهة في ما يخص الاستمرار في المفاوضات مع المغرب بشأن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط. وقال عبد المجيد بلغزال، في تعليقه على تلك التصريحات أمس ل«المساء»، إن الجهة التي يمكن أن يعد موقفها رسميا هي الأمانة العامة للبوليساريو، مضيفا أن هذه الأخيرة لم يصدر عنها أي موقف حتى الآن، وأن تلك التصريحات مجرد بالون اختبار، ومن ثمة فإن الحديث عن تعليق البوليساريو للمفاوضات سابق لأوانه. وكان محمد خداد قد أعلن قبل يومين ليومية «إيل باييس» الإسبانية عن وقف المفاوضات مع المغرب، التي قطعت أربع جولات إلى حد الآن دون إحراز تقدم واضح، وقال إنه «لا توجد إمكانية لإجراء جولة خامسة من المفاوضات في مانهاست الأمريكية»، مبررا موقفه بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، بيتر فان فالسوم، والتي أشار فيها إلى أن خيار الاستقلال في الصحراء خيار غير واقعي، وردد عبد القادر طالب عمر، أحد المسؤولين في البوليساريو، نفس تصريحات خداد أول أمس بالجزائر، وقال إن «اجراء مفاوضات جديدة مع المغرب يبدو صعبا ما دام بيتر فان فالسوم هو المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية لأنه انتهك مبدأ الحياد». وعزا بلغزال تصريحات خداد وطالب عمر إلى رغبة الجبهة في الضغط على الأممالمتحدة، قبيل الجولة الخامسة من المفاوضات، بعدما توصل الطرفان، المغرب والبوليساريو، هذا الأسبوع، برسالة من الأمين العام الأممي بان كي مون يحدد فيها هذا الأخير موعد الجولة الخامسة. ونفى بلغزال علمه بتوقيت عقد الجولة المقبلة من مفاوضات مانهاست، لكنه قال إنها متوقعة ما بين شهر يوليوز المقبل ونهاية شهر شتنبر. ولم يؤكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، ما إذا كان المغرب توصل برسالة من بان كي مون في الموضوع، وقال في اتصال به أمس إن «المسألة تقنية ودقيقة جدا، جوابها بين يدي وزير الخارجية». ويتوقع، حسب مصدر مطلع، أن تعلن الحكومة المغربية في وقت متأخر اليوم (أمس الأربعاء) أو غدا (يومه الخميس) موقفها بخصوص تصريحات مسؤولي البوليساريو بتعليق المفاوضات، واستمرارها فيها، إلا أن الناطق باسم الحكومة، ردا على سؤال يخص التأخر في توضيح المغرب لموقفه، قال: «إذا اعتبرت الحكومة أن الأمر يستلزم تعقيبا مفصلا فسيكون ذلك». ومن شأن تعليق المفاوضات من قبل جبهة البوليساريو أن يضع مسلسل الحوار الذي انطلق في العام الماضي بمانهاست في مأزق، كما أن من شأنه أن يؤكد نجاح الاستراتيجية الجزائرية التي تراهن على فشل المفاوضات وإسقاط مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، بحسب رأي بلغزال، الذي اعتبر في ذات الوقت أن انعقاد الجولة الخامسة «هو نجاح في حد ذاته، بغض النظر عما يمكن أن يتمخض عنها».