سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لقاء غير رسمي بين المغرب والبوليساريو قريبا تحضيرا للجولة الخامسة من المفاوضات حزب الأصالة والمعاصرة يعتبر رده على رسالة بان كي مون تفعيلا للدبلوماسية الموازية
يرتقب أن يقوم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، الأمريكي كريستوفر روس، قريبا بجولة في المنطقة لعقد لقاءات مع الأطراف المعنية بنزاع الصحراء، وإقناع كل من المغرب وجبهة البوليساريو بعقد اجتماع غير رسمي للتباحث حول النقاط الخلافية في المفاوضات، التي توقفت عند الجولة الرابعة، من أجل التحضير للجولة الخامسة المرتقبة وضمان حد أدنى من شروط نجاحها. وأعرب الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون خلال ندوة صحافية أمس إلى جانب نظيرته المكسيكية باتريسيا إسبينوزا، عن أسفه لكون بعض الأشخاص يلجؤون إلى المناورات في الوقت الذي يدعم فيه أعضاء مجلس الأمن خيار التفاوض. وقال الفاسي الفهري إن هؤلاء الأشخاص هم مغاربة يعيشون في المغرب منذ عقود مثلهم مثل أجدادهم، مؤكدا بأن المغرب لن يقبل بأية مناورات لا تحترم المصالح العليا للبلاد. في غضون ذلك، شكك عبد المجيد بلغزال، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) في إمكانية نجاح اللقاء الشكلي المرتقب بين الطرفين، واعتبر أن قضية الصحراء تجتاز مرحلة صعبة في الظروف الحالية، بسبب ردود فعل جبهة البوليساريو على اعتقال الانفصاليين السبعة ومنع الانفصالية أميناتو حيدر من دخول التراب الوطني في الشهر الماضي. وقال بلغزال إن البوليساريو تسعى إلى استثمار الحدثين وتوظيفهما كورقة سياسية للضغط على منظمة الأممالمتحدة، مدعومة من النظام الجزائري. واستدل على ذلك بالبيان الذي صدر في الأسبوع الماضي عن الكتابة العامة للأمم المتحدة، في الوقت الذي كان فيه الأمين العام بان كي مون موجودا في آسيا، والذي ورد فيه أن هذا الأخير «قلق حيال التوتر المتزايد بين الأطراف المتفاوضة حول الصحراء، وهو التوتر الذي ارتفع إثر اعتقال عدة مجموعات من الناشطين الصحراويين وكذا بسبب وضعية أميناتو حيدر». واعتبر بلغزال أن ما ورد في البيان يمثل انحيازا واضحا إلى مواقف جبهة البوليساريو، مضيفا أن هناك شكوكا حول وجود بعض المحسوبين على اللوبي الجزائري داخل الكتابة العامة للأمم المتحدة، التي ضغطت لاستصدار البيان. واستبقت جبهة البوليساريو جولة كريستوفر روس بافتعال الربط بين اعتقال المغرب للانفصاليين السبعة ومنع حيدر من دخول مطار العيون وبين المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة، إذ أعلن إبراهيم غالي، ممثل الجبهة في الجزائر، أن ما قام به المغرب من شأنه أن يعرقل المسار التفاوضي «إذا لم تقم الأممالمتحدة بتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين الصحراويين»، بينما صرح ممثلها في باريس، عمر منصور، أن لاعلاقة بين تلك المسألة وبين الاستمرار في المفاوضات. من جانب آخر، قال صلاح الوديع، الناطق باسم حزب الأصالة والمعاصرة، إن البيان الذي أصدره حزبه الأربعاء الماضي يتحدث عن رسالة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز، وليس عن تصريحات الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة للمنظمة. وجاء في رسالة بان كي مون أن «التطورات الأخيرة» التي كاتب بشأنها الكاتب العام للبوليساريو أمين عام الأممالمتحدة «تقوي ضرورة العمل من أجل هذا النزاع الذي استمر طويلا». وأوضح الوديع أن ما قام به الحزب، في سابقة من نوعها داخل الأحزاب السياسية، لا يشكل تدخلا في الديبلوماسية الرسمية، «التي نحتفظ بحقنا في انتقادها»، بل يدخل في صميم الديبلوماسية الموازية التي دعا إليها الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، مؤكدا بأن هناك خطوات أخرى سيقوم به الحزب تفعيلا لتلك الديبلوماسية.