فضل كريستوفر روس الوسيط الأممي في قضية الصحراء قضاء خمسة أيام بالمغرب، الأمر الذي أزعج الجارة الجزائر، التي حل بها أولا في إطار جولته الثانية ولم يمكث فيها سوى يوم وساعات معدودات.مصادر مطلعة فسرت مكوث روس طيلة هذه المدة بالمغرب بتزامنها مع عطلة نهاية الأسبوع، ومع رغبته في لقاء الملك محمد السادس. وفسر مصطفى ناعمي، الباحث في شؤون الصحراء وعضو الكوركاس، أن الاستراتيجية الجديدة للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة في قضية الصحراء تتمثل في أنه مطالب بالبث في ملفات تقنية وأن مسار المفاوضات لا يمكنه أن يبقى على نفس الوتيرة التي كان عليها في المراحل السابقة. وأوضح عضو الكوركاس في تصريح ل«المساء» أن الملفات التقنية التي تتطلب من روس وقتا طويلا لمعالجتها مع الجهات العليا بالمغرب تتعلق بالموارد البشرية ومسألة تحديد الهوية وكل ما يرتبط بالملفات الجانبية المكلف بها. وأبرز ناعمي أن الوسيط الأممي دخل في جولته الثانية للمنطقة في صميم الموضوع من خلال الانكباب على معالجة ودراسة ملفات متعددة في إطار دولي مشترك لن تترك للبوليساريو هامشا للتحرك أو التنصل من التزاماتها. كما أن المغرب سيكون مطالبا خلال هذه المرحلة بتفعيل مبادئ الحكم الذاتي بشكل ملموس، مضيفا في السياق ذاته أن الطرفين معا مطالبان من الآن فصاعدا بتصحيح المواقف وتدقيقها لأنهما سيكونان متابعين بصورة مجهرية من قبل المنتظم الدولي. كما أن المغرب هو صاحب مقترح الحكم الذاتي، بينما كان موقف كل من الجزائر والبوليساريو واضحا. وبخصوص التسريبات التي صاحبت زيارة روس بإمكانية أن تحتضن كل من ليبيا وقطر وإسبانيا المحادثات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو، أوضح عضو الكوركاس أن إخراج مكان انعقاد المفاوضات عن دائرة الولاياتالمتحدة التي كانت تحتضنها الهدف من ورائه هو إضفاء مزيد من الضمانات على سير تلك المفاوضات. كما أن الدول المقترحة لن يكون لها أي تأثير على طرفي المباحثات بقدر ما ستساعد على خلق مناخ الثقة بينهما. وقد حل روس بالرباط ظهر أول أمس السبت، ومن المرتقب أن يغادر المغرب بعد غد الأربعاء. وقد استقبل لدى حلوله بمخيمات تندوف من قبل رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ومن طرف رئيس الوفد المفاوض، عضو الأمانة الوطنية، رئيس البرلمان، المحفوظ علي بيبة، إلى جانب وزير الشؤون الخارجية محمد سالم ولد السالك والمنسق مع المينورسو، وأمحمد خداد ومحمد يسلم بيسط ، الوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية المكلف بإفريقيا. وأكد كريستوفر روس عقب هذا اللقاء أن البحث عن حل من طرف الأممالمتحدة للنزاع في الصحراء يسير في الطريق السليم. وكشف بعد لقائه برئيس الجبهة أن المباحثات التي أجراها معه «تناولت كل جوانب النزاع»، مؤكدا أنه «متفائل بالتوصل إلى حل للنزاع في أسرع وقت ممكن».