ينتظر أن يبدأ اليوم السبت موفد الأممالمتحدة إلى الصحراء السيد كريستوفر روس زيارته لتندوف، التي سينتقل بعدها إلى الجزائر وإسبانيا ثم فرنسا، لبحث الإمكانيات المتاحة أمام استئناف جولات جديدة من المفاوضات بين الأطراف المعنية بالنزاع. وكان المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء قد دشن جولته في المنطقة بزيارة الرباط بداية من يوم الأربعاء الماضي، حيث التقى عددا من المسؤولين المغاربة في مقدمتهم السيد عباس الفاسي الوزير الأول، ووزير الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري ووزير الداخلية السيد شكيب بنموسى. واستعرض الوزير الأول خلال لقائه مع السيد روس تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة، وأكد أن المغرب عمل على استرجاع أراضيه المغتصبة على مراحل، وفي هذا الإطار استعاد أقاليمه الجنوبية في ظل الشرعية الدولية. وذكر السيد عباس الفاسي بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتمتع بها سكان الأقاليم الجنوبية الذين تشبثوا بمغربيتهم، مشيرا كذلك إلى مستوى النمو والدينامية القوية التي تعرفها هذه الأقاليم، من خلال إنجاز مشاريع كبرى للبنيات التحتية وتحسين ظروف عيش السكان، إسوة بباقي سكان المغرب. وأجرى رئيسا مجلسي النواب والمستشارين السيدان مصطفى المنصوري والمعطي بنقدور كل على حدة أمس الجمعة مباحثات مع السيد كريستوفر روس بحضور السيد محمد لوليشكي السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاممالمتحدة. كما التقى المبعوث الاممي برئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد خلي هنا ولد الرشيد. وعبر روس أس الجمعة في الرباط عن سروره للفرصة التي أتيحت لزيارة المغرب. وقال في تصريح صحفي أنه سيتابع جولته في الجزائر وباريس ومدريد وسنرى النتائج. وتجنب الموفد الدولي إلى الصحراء الإدلاء بتصريحات وتوضيحات لدى إجراء محادثات مع المسؤولين المغاربة، وهو ما فسّرتهُ مصادر دبلوماسية بانه جاء للاستماع الى وجهات نظر الاطراف بالنزاع حيال استئناف جولات جديدة من المفاوضات. وسيمكث الموفد الاممي في المنطقة إلى 25 فبراير الجاري، ليتوجه بعد ذلك الى مدريد وباريس لاجراء مشاورات اضافية قبل العودة إلى نيويورك لإعداد تقرير إلى الامين العام للامم المتحدة. وذكرت مصادر مطلعة أن مهمة روس ستركز في تندوف على البحث عن اتفاق الاطراف على موعد محدد لاستئناف المفاوضات وكذلك جدول اعمالها، خصوصا وأن المغرب أبدى استعداده الكامل للتعاون مع الموفد الدولي الجديد، على أساس عدم انطلاق المفاوضات المرتقبة من نقطة الصفر، بمعنى أن الخلاصات التي توصل إليها الموفد الدولي السابق بيثرفان فالسوم يجب أن تشكل أرضية للمفاوضات المقبلة. وكان مجلس الامن قد دعا في قراره 1813 الى استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة، وحث على التزام الواقعية وحسن النية للتوصل الى حل تقبله كافة الاطراف.