مازالت سياسة شد الحبل بين إدارة شركة الخطوط الملكية المغربية والجمعية المغربية لربابنة الجو متواصلة بعد الإضراب الذي خاضه الربابنة نهاية الأسبوع الماضي. ولا يبدو في الأفق أي أمل لحل الخلافات بين الطرفين، في ظل تمسك كل طرف بمطالبه ومواقفه. بل امتد الخلاف إلى تحديد نسبة نجاح الإضراب والخسائر التي لحقت بالشركة جراء الإضراب. وهكذا هدد نجيب الإبراهيمي، الناطق الرسمي باسم الجمعية المغربية لربابنة الجو، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الاثنين، بكون الجمعية بصدد تدارس تداعيات الإضراب الذي خاضته من الساعة الخامسة مساء من يوم الجمعة الماضي إلى الساعة الثامنة من يوم أمس الاثنين، وبناء على تقييم تلك الوضعية ستحدد الخطوات الاحتجاجية المقبلة. وقال «إذا لم تستجب الإدارة لمطالبنا سنقوم بإضراب آخر في الأيام القليلة المقبلة»، غير أنه رفض أن يحدد يوما بعينه كتاريخ للإضراب، واكتفى فقط بالقول «سندرس الوضعية وسنرى في ما بعد». وأضاف أنه طيلة أيام الإضراب الثلاثة لم تتصل إدارة شركة الخطوط المغربية الملكية («لارام») بالجمعية من أجل حل المشاكل والخلافات العالقة بين الطرفين. ومن جهتها، عبرت شركة «لارام» عن أسفها لما أسمته «التصرف الناجم عن جمعية يتمتع أفرادها بامتيازات» وتشير إلى أن «هذا التصرف من شأنه أن يجعل المفاوضات القادمة مع ممثلي الربابنة جد صعبة». وأكد بلاغ للشركة، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن الشركة تمكنت من تأمين 86 في المائة من الرحلات المبرمجة خلال أيام الإضراب، وبالتالي تأمين نقل عدد كبير من المسافرين، حسب بلاغ «لارام»، من خلال تعبئة مجموعة من «الإمكانات البشرية والمالية والعملية»، وعن طريق «تشغيل طائراتها مع الربابنة غير المضربين واكتراء طائرات من شركات أخرى». وقال نجيب الإبراهيمي إن الإضراب ناجح، وشكك في الأرقام التي أعلنت عنها شركة «لارام». وأوضح قائلا «نحن معتادون على أن تعلن الشركة عن الأرقام كما تريد. كيف تم تأمين 86 في المائة من الرحلات في حين أن 70 في المائة من أسطول الشركة لم يتحرك؟». وأضاف «نحن نشكك في هذا الرقم». وعن العبارة التي وردت في بلاغ شركة «لارام» بشأن تمتع أفراد الجمعية بامتيازات لم تحددها، قال الناطق الرسمي باسم جمعية ربابنة الجو «قرأنا هذه العبارة ولكن لم نفهم قصدهم منها. وكما في جميع البلدان، فإن قائدي الطائرات يتمتعون بامتيازات. ثم ماذا عن الامتيازات الكبيرة التي يتمتع بها مدير الشركة. فلا أحد يتحدث عنها». ومن جانب آخر، قدر نجيب الإبراهيمي الخسائر التي لحقت بالشركة خلال أيام الإضراب بمليوني أورو يوميا. وأضاف قائلا «لو حققت إدارة الشركة مطالبنا لما كلف ذلك درهما واحدا». ويذكر أن المطالب الأساسية للجمعية المغربية لربابنة الجو تتمثل في مغربة المناصب في شركة «لارام» والشركات التابعة لها، واحترام إدارة الشركة لكافة الاتفاقيات السابقة التي عقدت بين الجمعية وإدارة الشركة، وإعطاء دفعة للمدرسة الوطنية لربابنة الطائرات.