كشفت مصادر مطلعة لالتجديد أن ضغوطا كبيرة مورست من قبل جهات عليا على إدارة الشركة الوطنية للخطوط الملكية، ألزمتها بإيجاد حلول للمشاكل العالقة بينها وبين الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، وهو ما دفع، حسب ذات المصادر، إدارة الشركة إلى تغيير أسلوبها وإبداء جاهزية كاملة لحل القضايا العالقة بين الطرفين. وقد أسفرت الجولة الأولى من سلسلة اللقاءات التي دشنتها الشركة في حوارها مع الربابنة يوم الاثنين 24 غشت 2009 بالدار البيضاء، والتي حضرها إدريس بنهيمة ومدراء فروع الشركة، عن مناقشة الملف المطلبي للربابنة، وتقديم الشركة لوعود بتعجيل إيجاد حلول توافقية بشأنها. واعتبر نجيب الإبراهيمي الناطق الرسمي باسم الجمعية المغربية لربابنة الطائرات أن الأجواء التي مر فيها الحوار تعد إيجابية جدا، مضيفا أن اللقاء الذي دام ست ساعات أدى إلى الاتفاق على التدقيق في جميع النقاط، خاصة تلك المتعلقة بالمغربة، حيث وعدت الشركة بإيجاد حل بشأنها، مضيفا أن الشركة أكدت التزامها بالمعاهدات السابقة ومناقشة الملف المطلبي، وإعادة النقاش حول قانون جدولة ساعات العمل وساعات الراحة، وإعادة النظر في العقوبات والحد من التعسفات التي تطال الربابنة. من جهتها اعتبرت رجاء بن سعود المكلفة بالتواصل في الشركة الوطنية للخطوط الملكية أن الحوار الملف يتجه نحو التسوية، وأن إدارة الشركة ستبحث عن حلول توفيقية لجميع النقط، مضيفة أن اللقاء بين الشركة والربابنة اتسم بروح المسؤولية والإيجابية، وتم التطرق إلى أغلب النقط التي يطرحها الربابنة، كما عرف اللقاء تفاهما على أهم النقط، على حد تعبيرها. وكان الربابنة المنضوون تحت لواء الجمعية المغربية لربابنة الطائرات قد أنهوا صبيحة الخميس الماضي الجولة الخامسة من سلسلة الإضرابات في أقل من شهرين، والتي أعلنوا عنها متم شهر يونيو الماضي، وقد بلغت خسائر الشركة الوطنية للخطوط الملكية المغربية 336 مليونا و600 ألف درهم جراء الإضرابات المتتالية لربابنة الطائرات، والتي وصلت مدتها إلى 18 يوما في غضون أقل من شهرين، وهو رقم يستند إلى المعدل اليومي الذي حددته جمعية الربابنة في مليون و700 ألف أورو في اليوم، أي ما يعادل 18 مليونا و 700 ألف درهم يوميا، فيما تحدثت إدارة الشركة الوطنية للخطوط الملكية الجوية عن تكبد الشركة لخسائر بلغت 500 ألف أورو في اليوم، أي ما يعادل 5 ملايين و500 ألف درهم في اليوم، بمجموع يصل إلى 99 مليون درهم خلال 18 يوما. وكانت الأزمة بين الربابنة وبين إدارة الشركة الوطنية للخطوط الملكية قد بدأت منذ تأسيس شركة أطلس بلو وتطورت سنة 2006 بعد الخلافات الحادة بين الربابنة وإدارة الشركة حول ملف المغربة، لتشتد الأزمة بعدها بعد اتهام الربابنة لإدارة الشركة بالتماطل وخرق التعهدات المبرمة بين الطرفين أدت إلى سلسلة من الحوارات، التي أوقفتها الشركة في 18 أكتوبر من سنة ,2008 على وقع تعهدات بحل الأزمة، إلا أن طول مدة سياسة الباب المسدود التي نهجتها الشركة بحق الربابنة، وعدم التحاور معهم؛ أدت إلى قرار الربابنة في 30 من يونيو 2009 بالإجماع على بدء سلسلة من الإضرابات إلى حين تحقيق الملف المطلبي.