لا يبدو أن الأزمة التي تعيشها شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام» منذ شهور ستعرف نهاية لها في ظل تعنت الإدارة وتصلبها، وتمسك الربابنة بمطالبهم المتمثلة أساسا في مغربة وظيفة قائد طائرة، في حين أن الوزارة الوصية أخذت دور المتفرج المتابع فقط لما يجري دون قدرة على التدخل من أجل وضع حد للنزاع الاجتماعي بين الطرفين. وألغت الخطوط الملكية المغربية «لارام» ما يقرب من 34 رحلة كانت مبرمجة يوم الأربعاء الماضي بسبب الإضراب الذي يخوضه ربابنة الشركة للمرة الثالثة في أقل من شهر. وحسب نجيب الإبراهيمي، الناطق الرسمي باسم الجمعية المغربية لربابنة الجو، فإنه من أصل 180 رحلة كانت مبرمجة يوم الأربعاء الماضي، ألغيت 34 رحلة بسبب الإضراب. غير أن مسؤولة التواصل بشركة «لارام» رجاء بنسعود أكدت في اتصال مع «المساء»، أن 117 رحلة كانت مبرمجة يوم الأربعاء، وتم إنجازها بنسبة 100 في المائة. وقالت «لم تلغ أية رحلة على الإطلاق». ومن جهة أخرى اعتبر نجيب الإبراهيمي أن البلاغ الذي أعلنت عنه إدارة «لارام» والذي كشفت فيه أن الشركة تمكنت من إنجاز كل الرحلات المبرمجة، عار من الصحة، وقال ساخرا «لا يعقل أن يتم الحديث عن فشل للإضراب بعد مرور أربع ساعات فقط عن بداية الإضراب». وقال نجيب الإبراهيمي «ليس هدفنا توقيف نشاط الشركة»، كما نفى أن يكون الغرض من الحركة الاحتجاجية التي تقودها الجمعية المغربية لربابنة الجو، هو تصدير الامتيازات التي يتمتع بها الربابنة بشركة الخطوط الملكية المغربية إلى شركة «أطلس بلو». وأوضح قائلا «الربابنة المغاربة الذين يشتغلون في أطلس بلو يتقاضون أجرا أقل ويشتغلون أكثر». و على صعيد آخر، اعترفت إدارة «لارام» بأن أغلبية ربابنة الشركة تجاوبوا مع قرار الإضراب الذي دعت إليه الجمعية المغربية لربابنة الجو. وقد اكترت «لارام» مرة أخرى، حسب رجاء بنسعود، 10 طائرات للقيام بالرحلات المبرمجة. ويذكر أن هذا الإضراب الذي سينتهي يومه الجمعة على الساعة ال 12 زوالا، هو الثالث من نوعه في أقل من شهر بعد إضرابين في شهر يوليوز الماضي الأول خاضه الربابنة في ال 17 منه، والثاني يوم ال 22 من نفس الشهر.