أكد كريم غلاب وزير النقل والتجهيز أن الزيادة في رواتب ربابنة الطائرات ستثقل كاهل إدارة شركة الخطوط الملكية المغربية ماليا، وأضاف بأن على كِلا المعسكرين أن يلجئا إلى الحوار من أجل حل المشاكل المستعصية بينهما، وقال إنه لم يرغب في التدخل بهدف حل النزاع ما بين إدارة «لارام» وجمعية الربابنة، فقط لأنه حتى اللحظة لازالت كل المعايير المطلوبة في مجال النقل الجوي محترمة وعلى رأسها ضمان سلامة المسافرين، وعبر عن كون الربابنة لا يرغبون في العمل بأجر أقل مما يحصلون عليه من «لارام» ومع ذلك يطالبون بمغربة طاقم «أطلس بلو» التي لا تستطيع أداء أجور مساوية لأجور ربابنة «لارام». - من الملاحظ أنك غائب عن الصراع القائم بين ربابنة الطائرات وإدارة شركة الخطوط الملكية المغربية، هل يمكن أن تشرح لنا سبب هذا الغياب؟ < موقف الوزارة هو كالتالي: هذا الصراع بين الخطوط الملكية المغربية والجمعية المغربية لربابنة الطائرات يجب أن يعالج داخل الشركة. الوزارة يمكنها أن تتدخل، لكن من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تعقد الأمور. أنا أعتقد أنه ما دام هناك إضراب، إذن هناك وضع غير صحي، وعلى إدارة الشركة وربابنة الطائرات أن يجلسوا حول مائدة الحوار من أجل إيجاد حل دائم. أنا أشعر أن هناك رغبة غير عقلانية داخل كلا المعسكرين للذهاب إلى المنازلة. يجب على هذا الصراع أن يتوقف لأن الطرفين محكوم عليهما بالاستماع إلى بعضهما البعض، لأنهما في نفس السفينة، وبالتالي عليهما أن يدخلا في حوار منتج. - لماذا لا ترغب في التدخل في هذا النزاع؟ < أولا، نحن نسهر على ألا يقع أي ارتباك على مستوى النقل الجوي. وهذا هدف قد تحقق عن طريق كراء شركة «لارام» طائرات من شركات أخرى، وقد وصلت نسبة تغطية رحلات الشركة إلى 85 %، رغم أن الإضراب كان له تأثير على النقل الجوي وعلى مستعمليه. ثانيا، نحن نسهر أيضا على سلامة المسافرين، وهذا هدف لم يمس طوال أيام الإضراب ، حيث بقي عمل «لارام» يسير وفق معايير السلامة. ثالثا، نحن حريصون على أن يكون هناك حوار بين كلا الطرفين ومادامت شروطه متوفرة فقد أخذنا على أنفسنا بألا نتدخل، وأنا أدعو شركة «لارام» والربابنة إلى حوار صريح لتجاوز هذه الوضعية. بالإضافة إلى أن تدخل الوزارة هو أمر أسهل، ولكن تحكيم الوزارة يمكن أن يؤثر على علاقة الثقة التي يجب أن تكون بين إدارة الشركة والربابنة، لذا لا يجب على الوزارة أن تتدخل في أمر داخلي، مادامت المعايير الثلاثة التي شرحتها سابقا لازالت متوفرة، رغم أن «لارام» هي شركة عمومية، وطبقا لقوانينها فهي تتوفر على مجلس إداري وعلى رئيس لهذا المجلس وممثلين من مختلف الوزارات، من بينهم ممثل للنقل والتجهيز قادر على قيادة السفينة في احترام لما سبق ذكره. -كراء الطائرات من شركات أخرى سيثقل كاهل «لارام» على المستوى المالي، في الوقت الذي ترابض فيه طائراتها على رصيف المطارات. هل تجد هذا الأمر طبيعيا؟ < بالفعل إنها تكلفة مالية زائدة، ولكن مسؤولية هذا الإضراب مشتركة ما بين «لارام» وربابنة الطائرات، ولن أفشيكم سرا إذا قلت إن النقل الجوي العالمي يعيش أزمة، وإلى حدود الساعة فقد استطاعت «لارام» أن تنأى بنفسها عن هذه الأزمة، محققة تطورا ملحوظا، فالنقل الجوي بالمغرب حقق نموا بنسبة 17 % سنة 2007 و8 % سنة 2008، ولكن في 2009 تراوحت نسبة النمو ما بين 0.5 % و1 % فالظرفية الحالية غير مشجعة. - بما أن «لارام» في وضعية احتكار لقطاع النقل الجوي فإنه من السهل عليها أن تستجيب لطلبات ربابنة الطائرات بالزيادة في أجورهم وإضافة ذلك إلى تسعيرة التذكرة التي يقع ثمنها على المسافرين، ولكن هذا لم يقع. < «لارام» تدير ماليتها حاليا بدون دعم من الحكومة، وأريد أن أقول إن أجور الربابنة مرتفعة، فربان طائرة يحصل في المتوسط على 87000 درهم، وهو راتب أكبر من راتب الوزير الأول. هدفنا الرئيسي هو أن نحافظ على «لارام» حتى لا يكون مصيرها نفس مصير «سابينا» أو شركة «الخطوط السويسرية» ، وفي نفس الوقت عدم رفض مطالب الربابنة بطريقة ديماغوجية. - إذن أنت غير موافق على مطالب الربابنة. < بخصوص المطلب الرئيسي للربابنة المتعلق بمغربة قائدي الطائرات، أريد أن أقول إن المصطلح المستعمل خاطئ. نحن جميعا متفقون على المغربة، لكن المشكل يخص شركة «أطلس بلو» التي هي في حاجة إلى قادة طائرات، ولكن هناك بعض الربابنة التابعين لشركة «لارام» ممن لهم وضعية وفقا لقوانين «لارام» يرفضون العمل بشركة«أطلس بلو» وفقا بطبيعة الحال للوضعية التي تتيحها، الشركة: « low cost» يعني براتب أقل من الذي يحصلون عليه من «لارام». أمام هذه الوضعية لم يكن أمام إدارة «لارام» سوى إدماج ربابنة أجانب بتعويضات أقل مما يحصل عليه الربابنة المدمجون في «لارام». لا بد أن أشير إلى أن شركة «أطلس بلو» قد أنشئت لكي تكون إحدى حلقات «لارام»، نظرا لأن المغرب حرّر نقله الجوي، وأيضا لأخذ حصص من السوق المتنامية بفضل تحرير القطاع. إلى حدود الساعة فنتائج شركة «أطلس بلو» غير مشجعة، بل يمكن القول إنها هزيلة، ففي سنة 2008 حققت 13.6% من النمو، في الوقت الذي حقق منافسوها المباشرون النتائج التالية: «Jet 4 you»: 72 % ، «easy jet» 168 % و«royal air» 138 %. وبالنظر إلى مطالب الربابنة، فإن مستقبل «أطلس بلو» يبقى بين قوسين. - ألا تتخوف من أن ينقلب موقفك من النزاع القائم داخل «لارام» عليك؟ < سلوكي تجاه النزاع القائم لا تمليه علي تكتيكات انتهازية وإنما بحثي عن مصلحة بلدنا، وماهو السلوك الجيد؟ أن تدخل وأتحكم وأرفع رواتب الربابنة؟ هذا سيكون أمرا خطيرا على مالية «لارام». - هل هناك أوجه للتشابه بين إضراب ربابنة الطائرات الآن وذلك الذي خاضه أصحاب النقل الطرقي ضد مدونة السير؟ < ليس هناك أي مقارنة ما بين الإضرابين. أثناء توقف أرباب النقل الطرقي عن العمل، توقف ميناء الدارالبيضاء، وارتفعت الأسعار وارتبك النقل الطرقي، بينما الآن الحالة مختلفة، وقد كان لزاما علينا في الإضراب السابق أن نتدخل لإنهاء الإضراب وهو ما قمنا به. - إلى أين وصلت مدونة السير، هل هناك من تقدم؟ < حلقات النقاش الإيجابي سمحت بتطور الحوار مع النقابيين. استقبلنا اقتراحاتهم وفقا للمنهج الذي كرسناه معا، وسنعود إلى البرلمان عندما ننتهي من دراستها مع النقابيين. لم نحدد تاريخا معينا بعد لوضع خلاصات نقاشنا بمجلس المستشارين، فالأمر يخص إصلاحا سياسيا عميقا يتطلب المزيد من الوقت، وأريد أن أذكر بأن الجزائر صادقت الأسبوع الماضي على قانون للسير أكثر صرامة من قانوننا، وفي تونس توجد رخصة السياقة القائمة على التنقيط منذ زمن طويل.