فشلت المفاوضات التي جرت بين إدارة شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام» والجمعية المغربية لربابنة الجو في التوصل إلى حل للخلافات التي كانت وراء الإضرابين اللذين قام بهما ربابنة الجو خلال الشهر الماضي، وهو ما يجعل احتمالات وقوع حركة احتجاجية جديدة للربابنة كبيرة، على الرغم من أن إدارة «لارام» تركت باب الحوار مع الربابنة مفتوحا، وعبرت في بلاغ لها عن استعدادها لقاء ممثلي الربابنة لدراسة كل الاقتراحات التي سيقدمونها «في إطار حوار إيجابي وفعال». وقال نجيب الإبراهيمي، الناطق الرسمي باسم الجمعية، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الأربعاء، إن اللقاء الذي جمع ممثلي الربابنة مع إدارة «لارام» كان لقاء «عقيما»، ولم يأت بأي جديد، مضيفا «نحن لا نعرف إلى أين يريدون أن يسيروا بهذه الشركة». وأشار نجيب الإبراهيمي إلى أن إدارة «لارام» تقدمت بمقترحات تشكل «تراجعا» عما كانت قد التزمت به مع الجمعية في السابق. وأضاف «لاحظنا خلال النقاش أن هناك تراجعا إلى الوراء»، خاصة فيما يتعلق بمغربة الأطر بالشركات التابعة لها مثل شركة «أطلس بلو». وأوضح الناطق الرسمي باسم الجمعية المغربية لربابنة الجو أنه في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة «لارام» عن التراجع عن تشغيل 16 مغربيا ب «أطلس بلو» باعتبارهم ربابنة يقودون الطائرات، وطلبت إرجاعهم إلى الشركة الأم (أي لارام) وإلى وضعيتهم السابقة كمساعدي ربان ابتداء من فاتح شتنبر المقبل، فإن الإدارة أعلنت عن مباراة من أجل انتقاء وتشغيل ربابنة أجانب يعوضون هؤلاء المغاربة. وأضاف الإبراهيمي أن الربابنة الأجانب يتقاضون أكثر من الربابنة المغاربة بنحو 25 في المائة، ولا يؤدون الضرائب على اعتبار أنهم يتقاضون أجورهم بالخارج. ومن جهتها، حملت إدارة شركة «لارام» بشكل غير مباشر فشل المفاوضات مع الربابنة إلى الربابنة أنفسهم الذين رفضوا، حسب بلاغ صحفي توصلت «المساء» بنسخة منه، المقترحات التي تقدمت بها الإدارة من أجل ما أسماه البلاغ «تشجيع ترقية الربابنة إلى وظيفة قائد طائرة بأطلس بلو». ويتلخص الاقتراح الجديد الذي تقدمت به إدارة «لارام» والذي رفضه الربابنة، حسب البلاغ، في إمكانية انتقال ربابنة «لارام» إلى «أطلس بلو» مع الترقية كقائد طائرة بهذه الشركة خلال مدة محددة مع ضمان مراعاة لائحة الأقدمية بالخطوط الملكية المغربية لفائدة الربابنة المعنيين خلال المدة المذكورة. وقال بلاغ «لارام» إن رفض هذا المقترح من طرف ممثلي الربابنة يؤشر على أن «مطلب مغربة ووظيفة قائد ربان يخفي أهدافا أخرى». وأوضحت رجاء بنسعود، المكلفة بالتواصل بشركة «لارام» في اتصال مع «المساء»، أن الصيغة التي وردت في البلاغ حول «الأهداف الأخرى للربابنة» هو استنتاج منطقي على اعتبار أن المقترحات التي تقدمها الشركة ويرفضونها تهم المغربة، وبالتالي فالرفض لا يعني إلا أن هناك أهدافا أخرى غير المغربة. وعبرت عن اعتقادها أن الربابنة يرغبون في نقل النموذج الاجتماعي المعمول به ب «لارام» إلى شركة «أطلس بلو»، إلا أنه أكدت أن ذلك غير واقعي على اعتبار أن «أطلس بلو» لها خصوصية وتتبع نموذج اقتصاد الكلفة، ولها أيضا إكراهات في إطار المنافسة مع الشركات الدولية وخاصة الأوربية. غير أن ممثلي ربابنة الجو قدموا صيغة مغايرة للصيغة التي وردت في بلاغ إدارة «لارام»، إذ أكد الإبراهيمي أن المقترح الذي تقدمت به الشركة ينص على أن يتعهد الربان الذي ينتقل إلى شركة «أطلس بلو» بعدم القيام بأي حركة احتجاجية، وأن يقطع صلاته بشركة الخطوط الملكية المغربية خلال المدة التي يقضيها في الشركة، والتي تحولت من سنتين إلى خمس سنوات. ومن جهة أخرى، كشفت الجمعية المغربية لربابنة الجو أن إدارة «لارام» مازالت تقوم باكتراء طائرات أجنبية، بالرغم من أن الربابنة المغاربة أوقفوا حركتهم الاحتجاجية، مضيفة أنها قامت بالتعاقد مع ربان جديد ينضاف إلى ربان جزائري كان قد تعاقد مع الشركة خلال إحدى جولات التفاوض السابقة، وهو ما يبين أن إدارة «لارام» لا ترغب في المغربة حسب مسؤولي الجمعية. وكانت الجمعية المغربية لربابنة الجو قد خاضت خلال شهر يوليوز الماضي إضرابين، الأول من الساعة الخامسة زوالا من يوم 17 يوليوز إلى الساعة الثامنة صباحا من الاثنين 22 يوليوز. أما الإضراب الثاني فخاضته من يوم الأربعاء 24 يوليوز إلى يوم السبت من نفس الشهر. ولم تحسم الجمعية فيما إذا كانت ستعلن عن إضراب جديد في الأيام المقبلة، وقال الناطق الرسمي باسمها: «هذا الاحتمال وارد». غير أن الاجتماع الذي ستعقده الجمعية اليوم الخميس هو الذي سيحدد الموقف النهائي مما أسماه الإبراهيمي «مسرحية الحوار الاجتماعي». ومن جانب آخر، انتقدت إدارة «لارام» طريقة تعاطي الربابنة والجمعية التي تمثلهم مع الحوار الاجتماعي، وطالبت الإدارة الربابنة بأن يكونوا فعالين وإيجابيين في التعاطي معه من خلال تقديم مقترحاتهم وبدائلهم.