أعلن ربابنة شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام» عن إضراب جديد يمتد من مساء أمس الخميس إلى يومه السبت (5 شتنبر)، وهو الإضراب الذي يعمق أكثر أزمة التسيير داخل الشركة. ويأتي الإضراب الجديد، وهو السادس من نوعه في أقل من شهرين، بعد فشل جولة الحوار والتفاوض بين الربابنة وإدارة الشركة على إثر تراجع هذه الأخيرة عن تعهداتها والمقترحات التي تقدمت بها الإدارة نفسها خلال جولات الحوار. وكان من المفترض أن ينعقد، الثلاثاء الماضي، اجتماع بين إدارة الشركة وممثلي الربابنة من أجل تجسيد الاتفاقات الشفوية التي تم التوصل إليها في جولات الحوار الخمس التي جمعت الإدارة بالربابنة منذ أسبوع، في شكل وثيقة مكتوبة. غير أن إدارة الشركة فاجأت الربابنة عشية ذلك اللقاء بتطبيق عقوبات تأديبية جماعية في حق الربابنة الذين شاركوا في الحركات الاحتجاجية التي شهدتها مؤخرا الشركة. وتتمثل تلك الإجراءات التأديبية في اعتبار الأشخاص الذين أضربوا غائبين عن العمل لعدة أيام بدون الأخذ بالاعتبار أيام العطلة، ووجد عدد كبير من الربابنة أنهم تغيبوا لثمانية أيام في حين أن القانون المعمول به داخل الشركة ينص على أنه لا يمكن الاشتغال سبعة أيام بدون الحصول على 36 ساعة من الراحة على الأقل. وهذا الأمر أثر بشكل سلبي على أجور الربابنة الذين رأوا في هذه الإجراءات المتخذة من قبل الإدارة «عقابا جماعيا»، وأنها تمس «بأسس الحوار الجاد من أجل إيجاد مخرج للأزمة» التي تمر منها الشركة. وكان الربابنة قد خاضوا إضرابين خلال شهر يوليوز، وثلاثة إضرابات خلال شهر غشت، وهي التي دفعت إدريس بنهيمة إلى قبول الجلوس إلى طاولة الحوار مع الربابنة، إذ حضر بنهيمة بنفسه إلى جلستين دامت كل منهما قرابة ست ساعات. وكانت إدارة «لارام» خلال أيام الإضراب تعمد إلى كراء طائرات أو استعمال طائرات فروعها خاصة طائرات «أطلس بلو». ومن جهتها اتهمت شركة «لارام» ممثلي الربابنة بأنهم يمارسون سياسة «المزايدة»، وبأنهم يضيفون مطالب أخرى إلى المطالب التي كانوا يعبرون عنها في السابق. ووصفت إضراب الربابنة ب «الوحشي». وقال بيان للشركة توصلت «المساء» بنسخة منه، إن قرار الإضراب كان مفاجئا على اعتبار أن الإدارة وممثلي الربابنة اتفقوا أول أمس الخميس على عقد اجتماع يوم الاثنين المقبل، غير أنها فوجئت بإعلان الجمعية المغربية لربابنة الجو عن إضراب جديد ابتداء من يوم الخميس نفسه، «بدون إشعار، وهو الأمر الذي لم يترك أي فرصة للشركة من إجل أن تخبر زبناءها أو تنظم نفسها»، مضيفا أن إدارة «لارام» لم تغير مواقفها ولم تتخل عن التزاماتها.