بعضهن يشددن على عدم زواج الرجل مرة أخرى والبعض الآخر يلححن على الاستمرار في العمل بعد الزواج العلاقة بين الرجل والمرأة تبدأ عادة بالصداقة والحب، ورسم طريق الحياة الزوجية المعطرة بالأحلام الوردية، لكن هذه الأحلام سرعان ما تصطدم بعقد الزواج وبشروط الزوجة التي تشترط في كثير من الحالات شروطا صعبة وتعجيزية أحيانا. فماذا تشترط المرأة المغربية في عقد زواجها؟ سؤال وجهناه إلى نساء يمثلن مختلف الفئات الاجتماعية وخرجنا بالشهادات التالية: هدى بنكيران - مصممة أزياء اشترطت على زوجي عدم حرماني من العمل الذي أحقق فيه ذاتي، وعدم الزواج من امرأة أخرى حتى لو سمح له الشرع بذلك، إضافة إلى التمتع بسكن بعيدا عن عائلته، وكل ما من شأنه أن يخنق حريتي، أما الماديات فهي بالنسبة إلي متجاوزة لأني لا أقيس الحياة الزوجية بالمال، كما أرفض أن تكون علاقتي بزوجي مقرونة بقيمة مالية محددة كمؤخر صداق، لأن علاقتنا إذا اهتزت فلن يعوضها مال الدنيا. ولن أقبل التنازل عما اشترطته أبدا. سكينة - موظفة أرفض الحديث عن تسمية ذلك بالشروط بل اتفاقا. صحيح أن مؤسسة الزواج أقرها الشرع وحدد التزامات سواء بالنسبة للجنس الناعم أم الجنس الخشن، إلا أن الرجل في كثير من المرات يتنصل من التزاماته ومسؤولياته التي يفرضها عليه الزواج ويخلق هاجس الخوف عند المرأة التي تبقى الطرف الأضعف، فشروط عقد الزواج، ولو لم تتحقق، فإنها على الأقل تجعل المرأة تعيش نوعا من التوازن رغم أن الرجل يرى فيها مسا بكرامته. كوثر حمومي - صحفية أنا مقبلة على الزواج، لكن ليست لي شروط تعجيزية كما يعتبرها الرجال، وشرطي الوحيد هو استمراري في العمل، لأنني لن أقبل بوأد زوجي لرغبتي في مواصلة العمل، وحتى إن وافقت على رغبته يجب أن يكون ذلك بإرادتي وليس إذعانا لرغبة الزوج. أعتبر هذا شرطا بسيطا لأن تقلبات الزمن تجعل أي زوجة لا تضع كامل ثقتها في زوجها، أما التي تبالغ في وضع شروطها، كإجبار الزوج على إعطائها بعض العقارات أو قيمة مالية كبيرة، فذلك راجع إلى الوسط الذي تربت فيه وإلى نمط تفكير كل امرأة. بثينة الوردي - موظفة إذا لم تكن العلاقة بين الزوجين مبنية على المسؤولية، فلن تجدي الشروط التي تشترطها الزوجة في شيء، ولا يكفي أن نحمل شعار الحياة الزوجية السعيدة أو أن نتقاسم سقفا واحدا، بل يجب الإحساس بمستلزمات هذه الحياة باعتبارها ضريبة الزواج. بالنسبة إلي فإن شرطي الأساسي هو تأمين الجانب المادي باعتباره أحد ركائز الحياة السعيدة، وضمان الأمان والكرامة. ماجدولين الحسوني- طالبة لم يكن من الصعب التوافق مع زوجي حول استمراري في الدراسة، لأنه لم يكن يشغل بالي حينها سوى إنهاء تعليمي، وقد احترم زوجي رغبتي، أما الشروط المالية فالحديث عنها متجاوز لأن الظروف التي نعيشها أسقطت كل احتمالات التضحية، إذ يجب على الزوج توفير كل ضروريات الحياة الزوجية التي تضمن لها حماية معنوية على الأقل، وبالنسبة إلي فقد كان شرطي هو أن يقبل زوجي بعائلتي وأن يتفهم أسلوبهم وطريقة عيشهم. إلهام العمراوي - صحفية اتفقت مع زوجتي على المساواة في كل شيء، وعلى هذا الأساس كان من غير المنطقي مثلا أن أدخل إلى البيت وأتقمص دور الخادمة حين نعود بعد يوم من العمل، بينما يلعب هو دور «سي السيد» لقد كان هذا أحد أهم شروطي الرئيسية، إلا أن هناك أشياء أخرى أعتبرها من البديهيات، من قبيل الاستقلال ببيت الزوجية، الاتفاق على موعد الإنجاب، بهدف الإحساس بالمشاركة في تسيير البيت، وأخذ المواقف الضرورية حين يتطلب الأمر ذلك، وألا يقتصر ذلك فقط على الرجل. سميرة السعادي - موظفة إذا تجاوزنا الأشياء التي يجب توفرها في الزوج كالاستقامة والتربية والرجولة، فإن الشروط الأخرى تتغير بتغير المرأة والوسط الذي تربت فيه، وكل الأمور التي تطرح فوق الطاولة تكون قابلة للنقاش وإلا فإن حبل المودة سينقطع. بالنسبة إلي فإن أول شروطي كان هو عدم الاعتراض على الإنجاب، وقد كان ذلك امتحانا يجب أن يمر منه أي رجل لرؤية مدى استعداده لتحمل المسؤولية. وحتى مسألة نفقات البيت فقد كان شرطي واضحا، وهو المشاركة في تحمل متطلبات البيت، وألا يقتصر ذلك عليه.