انتشرت مؤخرا ظاهرة ارتباط الفتيات المغربيات بأجانب وأوروبيين، بحثا عن زوج مقتدر ينقذهن من حياة الفقر والبطالة، ويمنحهن تأشيرة قانونية للمرور نحو الضفة الأخرى، حتى وإن كان مسنا ولا يملك أبسط المواصفات التي تنشدها كل فتاة في فارس الأحلام. فما رأي الشباب المغربي في هذه الظاهرة؟ وهل يتفق معها أم يرفضها جملة وتفصيلا؟ آلاف المغربيات تزوجن بأجانب أصدرت وزارة العدل مؤخرا تقريرا أكدت فيه أن عدد المغربيات اللواتي أقدمن على الزواج من أجانب، وصل إلى حوالي 6 آلاف خلال سنة 2007، وتأتي السعودية في مقدمة الدول العربية التي تتزوج منها المغربيات، في حين احتلت فرنسا المرتبة الأولى بالنسبة للدول الغربية. زواج المغربية بأجنبي لا يتناسب مع ديننا الحنيف عبد الإله زعبول «موسيقي» زواج المغربية بأجنبي لا يتناسب مع ديننا الحنيف، ولذلك لا أقبل أن تتزوج أختي أو إحدى قريباتي من أوروبي، لأنه يختلف عنا في الدين والثقافة والعادات، وفي طريقة في التفكير والعيش بصفة عامة، كما أنه يبقى غريبا عن مجتمعنا مهما حاولت بعض النساء التغاضي عن هذه الأمور تحت شعارات سرعان ما تضيع أمام حقيقة الاختلاف الجوهري الذي يتعمق بمرور الأيام، ويجعل التواصل والتوافق بينهما مستحيلا. أفضل أن تتزوج من شخص يتوافق مع تربيتها الدينية شكري الكداري «ممون حفلات» رغم أني لا أعترض على زواج المغربيات من أجنبي، وخاصة من مواطن أوروبي، إلا أني أفضل أن تتزوج من شخص يتوافق مع تربيتها الدينية ونشأتها الإسلامية، حتى يصونها ويحفظ كرامتها. وبالرغم من إسلام بعض الأوروبيين، إلا أن طريقتهم التفكير تختلف مع طريقة تفكير الرجل المغربي بشكل كبير جدا، ويزداد المشكل حدة مع وجود أطفال حيث تطرح نزاعات كثيرة ترتبط بتربيتهم الدينية. لذلك أوجه نداء للنساء اللواتي يحلمن بالزواج من أجنبي بأن يراعين مصلحتهن المستقبلية وليس الآنية، ويخترن من سيعينهن على أمور دينهن ودنياهن. ارتباط المغربية بأجنبي محكوم عليه بالفشل حسن إباديسن «موظف» الأجنبي شخص يختلف عنا في الدين واللغة، والعادات وكذا في البيئة التي تربى فيها، وعلى هذا الأساس فإن الارتباط به محكوم عليه بالفشل، وخاصة بالنسبة للمرأة التي تكون خسارتها فيه مضاعفة، وعلينا أن نستوعب جيدا أن الزواج يعني بالضرورة وحدة الدين ثم توافق اللغة والعادات والمستوى الاجتماعي والثقافي والتقدير، والإخلاص والمحبة والتضحية، وغيرها من المعاني السامية التي يجب أن تربط بين الزوجين والأبناء. لا أعارض هذا الزواج إذا أعلن الزوج إسلامه بشكل جدي كمال أشيبان «فاعل جمعوي» الزواج الذي ينبني على مصلحة لا ينجح أبدا، وهذا مع الأسف هو السائد في وقتنا الحاضر، حيث نجد أن ضغوط الحياة وغلاء المعيشة يدفعان الرجل والمرأة على حد سواء، الى التفكير في وسائل للنهوض بمستواهما الاجتماعي، وبالتالي قبول فكرة الزواج بأوروبي. شخصيا لا أعارض هذا الزواج إذا أعلن الزوج إسلامه بشكل جدي وليس صوريا، وإذا كانت العلاقة مبنية على الود والحب المتبادل، وليس على المصلحة لأنها سرعان ما تزول مع الأيام وتحل محلها المشاكل والهموم. الزواج في جل هذه الحالات ينبني على المصلحة فقط محمد خضروم «مؤطر تربوي» دينيا لا يحرم زواج المسلمة بأجنبي، أو من شخص أوروبي إذا أعلن إسلامه، لكن دائما تطرح إشكالية فشل مثل هذه الزيجات، لأن الزواج في جل الحالات ينبني على المصلحة فقط، وعلى رغبة الزوجة في الرقي بمستواها الاجتماعي والمادي، وتحسين وضعية أسرتها، والحصول على أوراق الإقامة في بلد أوروبي، وجل الزوجات لا يكترثن كثيرا لمسألة إسلام الزوج بشكل حقيقي. وأعتقد أن مثل هذه الزيجات لا يمكن أن تنجح، وبسبب ذلك يدفع الأطفال ثمن تجربة زواج فاشل. رأي علم الاجتماع سلبيات الزواج المختلط أكثر من إيجابياته زواج المغربيات من أجانب يطرح مسألة اختلاف اللغة والدين والعديد من الثوابت التي تشكل الهوية الثقافية للأطفال، وبالتالي يصعب التنبؤ بمصيرهم عند وقوع نزاع بين الزوجين، علما أن الأجانب يستقوون في مثل هذه الظروف بقوانين بلدهم على دول الجنوب، حتى وإن كانوا هم المخطئون، وعندما يحدث خلاف بين الأزواج فإنه لا تتم مراعاة إعطاء حق الحضانة للأم رغم أنه حق إنساني، وكنتيجة لذلك ينتزع الزوج الأوروبي الأبناء من أمهم ليرميهم بين يدي عشيقته الجديدة أو في دور الرعاية الخاصة، مما يجعل الأبناء ضحية قرار آني اتخذته والدتهم بفعل ضغوطات اقتصادية تتمثل في البحث عن الاستقرار، أو بفعل عوامل اجتماعية ترتبط بعزوف جل الشبان المغاربة عن الزواج رغم امتلاكهم للإمكانيات التي تؤهلهم لدخول القفص الذهبي. وما أريد التأكيد عليه هو أن سلبيات الزواج المختلط أكثر من إيجابياته، وخاصة فيما يتعلق بالأبناء، الذين يتعرضون لمشاكل نفسية واجتماعية أبرزها ضياع هويتهم ولغتهم في كثير من الأحيان، وكذا ضعف التزامهم الديني، ولذلك لابد من مراعاة السلبيات ودراستها والحرص على تفاديها قبل دخول هذه التجربة.