توقع سعد العلمي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، خلال ندوة صحافية نظمها الحزب مساء أول أمس بالرباط لتقديم برنامجه الانتخابي، أن تتراوح نسبة تغطية حزب الوزير الأول مابين 70 و75 في المائة من الدوائر الانتخابية، مشيرا إلى أن انتخابات يونيو المقبل تكتسي أهمية بالنسبة للحزب، لكونها تمثل معتركا حاسما يستدعي التعبئة الشاملة والمشاركة الإيجابية والمكثفة للمواطنين. وقال العلمي، وهو يفصح عن التوجهات العامة التي ستحكم تحالفات الحزب في الانتخابات الجماعية ل 12 يونيو 2009، إن حزبه سيظل وفيا لالتزاماته واختياراته المعروفة والمحددة، وبرامجه التي أقرها مؤتمره الوطني الأخير. وأوضح أن «الحزب منفتح على الجميع، لكن لنا حلفاءنا الذين نعمل ونتعاون معهم، وهم معروفون على مستوى الكتلة الديمقراطية والأغلبية الحكومية، لذلك فمن الطبيعي أن يتم التحالف مع من هم أقرب إلى برامجنا، لكن ذلك لا يمنع من أننا سنتجاوب مع من سيتجاوب معنا، وفي جميع الأحوال سنحترم إرادة الناخبين»، مشيرا إلى أن التحالفات الممكنة للحزب ستطرح بعد الإعلان عن نتائج الاستحقاقات المقبلة. إلى ذلك، تحاشى العلمي الإفصاح عن موقف حزبه من اتهامات عضو لجنته التنفيذية حميد شباط للقائد الاتحادي المهدي بنبركة بالقتل، والتي أثارت حفيظة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حليفه في الكتلة والأغلبية الحكومية. وفيما بدا عضو اللجنة التنفيذية والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان محرجا من الرد على أسئلة الصحافيين بهذا الخصوص، أبدى شباط عمدة فاس استعداده للرد والحديث في الموضوع. وفي الندوة الصحافية التي لم يحضرها الأمين العام للحزب، عباس الفاسي، لانشغالاته الحكومية، كان واضحا للمتتبعين الذين حضروا إلى المقر المركزي لحزب الميزان أن قيادته لا تألو جهدا في دفع تهمة استقطاب «المرشحين الرحل». وقال العلمي: «جميع مرشحينا هم أعضاء في الحزب ومناضلون في صفوفه واختيارهم تم في إطار الديمقراطية الداخلية وطبقا لمقتضيات الأنظمة الداخلية للحزب»، مضيفا «كانت هناك مناقشات ودراسات معمقة لاختيار أكفأ الرجال والنساء وأكثرهم أمانة واستقامة.. لم يكن هدفنا هو تغطية أكبر عدد من المقاعد، ولكن ترشيح أكبر عدد من مناضلينا النزهاء». وببرنامج انتخابي تحت شعار «جماعتي: ما بعد اقتراع 12 يونيو 2009»، يدخل حزب الوزير الأول عباس الفاسي غمار المنافسة مراهنا على «الانتقال بالجماعات المحلية من مجرد مرفق إداري تقليدي إلى مرفق تنموي محفز على الاستثمار ومقدم لخدمات القرب». ويقترح الحزب من خلال برنامجه إرساء آليات الحكامة المحلية، من خلال ممارسة صلاحيات المجالس المنتخبة في أفق الجهوية الموسعة وتأهيل القدرات التدبيرية للمرافق الجماعية وتقوية آليات التضامن بين الجماعات وكذا تطوير الخدمات العمومية المحلية الإدارية والكهربة والماء والتطهير وخدمات النقل الجماعي. وفي هذا السياق تعهد الحزب بإنشاء «طرامواي» في كل مدينة يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة في حال فوزه برئاسة مجلسها. كما يقوم برنامج الاستقلاليين على إنصاف العالم القروي، بتسريع وتيرة التجهيزات الأساسية، وتحسين مستوى عيش الفلاحين الصغار، وتنويع وتنمية الأنشطة الاقتصادية غير الفلاحية، وتحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات الاجتماعية. إلى جانب توفير خدمات جماعية للقرب، بالمساهمة في الحكامة الأمنية والوقاية من الانحراف والاعتناء بالشؤون الدينية والثقافية وتقوية روح المواطنة والتماسك الاجتماعي.