تعيش أربع كليات تابعة لجامعة القرويين وضعا شاذا بسبب تعثر الخطط الرسمية للإصلاح الديني بالمغرب. فالجامعة لم يعد لها رئيس منذ أزيد من 8 سنوات، ويدبر شؤونها بشكل مؤقت رئيس بالنيابة. والرئيس بالنيابة هو ذاته الذي يتولى منصب عميد كلية الشريعة بفاس منذ حوالي 10 سنوات. ويسود نفس الوضع كلية الشريعة بأكادير، التي تعيش فراغا على مستوى الرأس المدبر. ويشرف على ملء هذا الفراغ عميد بالنيابة. أما بكلية اللغة العربية بمراكش، فلا يزال نفس المسؤول يشغل منصب العميد منذ ما يقرب من 18 سنة. ولعل كلية أصول الدين في تطوان تعيش وضعا له أكثر من «خصوصية» بالنظر إلى كون عميدها أصبح متقاعدا ومع ذلك فهو لا يزال يباشر مهامه. وإلى جانب ذلك، فإن أغلب الأساتذة الجامعيين بهذه الكلية حصلوا على التقاعد، ومع ذلك لجأت إدارة الكلية إلى التعاقد معهم، «تجنبا» ل«مغامرة» توظيفات جديدة في ظل عدم وضوح الرؤية. ورفض عدد من الوزراء الذين تعاقبوا على حقيبة وزارة التعليم العالي منذ حكومة اليوسفي في صيغتها الثانية فتح ملف هذه الجامعة بمبرر وجود مشروع لإصلاحها وإعادة النظر في طرق عملها وأدائها، في ظل خطط الإصلاح الديني التي دشنها المغرب لمواجهة ما يعرف ب«التطرف» وانسجاما مع ما يوصف ب«المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي». ويقول أساتذة جامعيون إن ما يسمونه ب«الوضع الشاذ» الذي تعيشه رئاسة هذه الجامعة ومعها عمادة كلية الشريعة بفاس وكلية الشريعة بأكادير وكلية أصول الدين في تطوان وكلية اللغة العربية في مراكش ينعكس سلبا على مردوديتهم وعلى جودة ما يقدمونه من برامج تربوية. وترى النقابة الوطنية للتعليم، في بيانات لها توصلت «المساء» بنسخ منها، أن هذا الوضع يتناقض مع مضامين الإصلاح الجامعي. وقال محمد بن جبور، الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الشريعة بفاس، إن جامعة القرويين تسير بسرعتين متفاوتتين، موضحا بأنه تم التطبيق الجزئي للإصلاح في شقه البيداغوجي، لكن مع وجود ما سماه ب«التخلف» في الجزء المتعلق بالهياكل. وسجل أن هذا الوضع فتح هذه الجامعة، التي تعتبر من أعرق الجامعات على مستوى العالم الإسلامي، على المجهول وانعكس سلبا على المردودية التربوية والجودة داخل الجامعة. وكان جامع القرويين يدبر من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. لكن السلطات قررت في سنة 1963 إحداث جامعة القرويين وضمها إلى وزارة التعليم العالي. وهكذا، فقد شهد العام نفسه ميلاد ثلاث كليات في فاسومراكشوتطوان ألحقت بالجامعة. وفي سنة 1979 أحدثت كلية الشريعة بأكادير وأضيفت إلى هذه المجموعة. بينما تقرر الإبقاء على جامع القرويين تحت وصاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. ويدبر هذا الجامع في إطار ما يعرف بالتعليم العتيق بالمغرب.