يظهر أن تجميد ملف جامعة القرويين بكلياتها الأربع بكل من فاس ومراكش وتطوان وأكادير من قبل الوزراء المتعاقبين على قطاع التعليم العالي منذ حكومة اليوسفي المعدلة، بدأ يرخي بظلاله على الوضع داخل كلية الشريعة بفاس. فقد انطلق الموسم الجامعي الحالي ب»علاقة متوترة» بين عمادة هذه الكلية وبين نقابة التعليم العالي وصلت حد قيام أساتذتها بوقفة احتجاجية يوم 13 يناير الماضي للمطالبة بإعادة النظر في الوضع الإداري بالكلية. وتقول مصادر نقابية إن الوضع مفتوح على «التصعيد» في حال استمرار المسؤولين في عدم فتح قنوات للحوار معهم. وبالرغم من أن جل الجامعات المغربية تعرف تطبيق مشروع الإصلاح الجامعي، فإن جامعة القرويين جمد فيها هذا المشروع في انتظار الإفراج عن خطط الإصلاح الديني في المغرب، والتي بمقتضاها ستتم إعادة النظر في دور هذه الجامعة التي تعد من أعرق الجامعات في العالم الإسلامي. وفي ظل تجميد تفعيل هذا الإصلاح الجامعي بها، فإن تدبير شؤونها أسندت إلى رئيس بالنيابة منذ ما يقرب من 8 سنوات. وبمقتضى هذا المنصب، فإن المسؤول ذاته هو الذي يشرف على تدبير شؤون الجامعة بكلياتها الأربع، وذلك بمعية عمداء كلهم استمروا في تولي المسؤولية وبالنيابة لمدد لا تقل عن 8 سنوات. ويعتبر أساتذة جامعة القرويين أن هذا الوضع يؤثر على أدائهم ومردوديتهم ويتناقض مع روح القانون المعروف لديهم ب00.01. ويتهم هؤلاء الأساتذة عميد كليتهم، الذي يتولى هذه المسؤولية منذ 10 سنوات، ب«استنطاق» بعضهم بسبب اختياراتهم النقابية وتهديدهم وتخويفهم والضغط عليهم ب«ملفات جاهزة» ل«ابتزاز» مواقف منهم والتطاول على الاختصاصات وممارسة ازدواجية المعايير في التعامل مع الأساتذة. وشبه جامعي الوضع بالكلية بالوضع داخل مخافر الشرطة. ويقول الفرع المحلي لنقابة التعليم العالي بهذه الكلية إن عمادة الكلية تعرقل ترقيات الأساتذة وترفض اعتماد شهادة التأهيل الجامعي الصادرة عن مؤسسات جامعية وطنية. وتطرق إلى حرمان أستاذ جامعي من شهادة العمل وحقوقه الأخرى منذ ما يزيد عن سنتين. من جهة أخرى، تحدث هؤلاء النقابيون عن تأخير الإعلان عن انطلاق الدراسة بالكلية. وفي المقابل، نفى علي الصقلي، عميد كلية الشريعة ورئيس جامعة القرويين بالنيابة هذه الاتهامات التي يوجهها له نقابيو كليته، موضحا في تصريح ل«المساء» بأن إثارة كل هذه «الزوبعة» مرتبطة بقضية أستاذ جامعي هو عضو في النقابة تغيب أثناء فترة الامتحانات وبدأ يستغل النقابة من أجل تسوية وضعيته. وقال إن سبب وقوف نقابة التعليم العالي معه يعود إلى عامل الصداقة التي تربط بين كاتبها المحلي وبين هذا الشخص، مضيفا أن باب الكلية التي يتولى التدبير المؤقت لشؤونها مفتوح أمام كل من يرغب في الاطلاع على صحة تصريحاته.