دون سابق إنذار أصدر المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي بلاغا نأى بنفسه من خلاله عن «السياسة»، معلنا أنه «يرفض الزج باسمه في أي صراعات سياسية ضيقة أو حملة انتخابية لا تمت للرياضة بصلة» بحسب ما ورد في البلاغ، قبل أن يضيف المكتب المسير للرجاء في بلاغه أن الرجاء جمعية رياضية منضوية تحت لواء الاتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم وليس لها أية تبعية سياسية لأي لون من الألوان، كما يحاول البعض الترويج لذلك». بدا البلاغ الذي أصدره فريق الرجاء، والذي حمل هذه المرة توقيع المكتب المسير وليس رئيسه بودريقة، مفاجئا، خصوصا أن التصريحات التي أدلى بها بنكيران والتي أثارت الكثير من الجدل، تحدثت عن استعمال «بلطجية» لإبعاد الرئيس السابق للوداد، وجاءت في سياق الحرب المفتوحة بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، دون أن يتم الحديث عن فريق الرجاء ولا عن مسؤوليه. فما الذي دفع إذا مسؤولي الرجاء إلى إصدار هذا البلاغ، علما أن بين أعضائه من لديهم انتماءات سياسية كما هو الحال بالنسبة لأحمد بريجة، الذي سبق له أن ناب عن مسؤولي الرجاء، وهو بعد ليس عضوا في تسلم جوائز حصل عليها الفريق من طرف الجامعة، مما أثار وقتها الكثير من النقاش، وعلما كذلك أن الرجاء وإلى وقت ليس ببعيد ارتبط اسمه بالعديد من رجالات السياسة، وخصوصا في حزب الاتحاد الدستوري، كما هو الحال مع الراحل عبد اللطيف السملالي وعبد العزيز المسيوي وعبد الله الفردوس ثم عبد الواحد معاش والقائمة طويلة. فهل كان ضروريا أن يدخل مسؤولو الرجاء على الخط؟ الراجح أن المكتب المسير للرجاء تحرك لأنه في حفل توقيع كتاب «الأسطورة» للزميل سمير شوقي الذي رصد مسار الفريق في كأس العالم للأندية «الموندياليتو»، حضر ثلاث وزراء، أحدهم هو الحسن الوردي المحسوب على التقدم والاشتراكية، والذي منع من الدخول بعد أن طولب بإشهار بطاقة الدعوة، لأن المنظمين لم يتعرفوا عليهم، كما حضر كل من مصطفى الرميد وزير العدل، ومصطفى الخلفي وزير الاتصال المنتميين لحزب العدالة والتنمية، هذا فضلا عن ترويج صورة لرئيس الرجاء محمد بودريقة مع عبد الإله بنكيران، فضلا عن الأحاديث التي تجري في «الفايسبوك» بين مناصري هذا الفريق والآخر، والتي تتحدث عن أن الرجاء محسوب على حزب والوداد على حزب آخر، هو ما دفع رئيس الرجاء إلى إصدار هذا البلاغ على عجل لينفي عنه الانتماء للعدالة والتنمية، وليعلن أن الرجاء بعيد عن أية حسابات سياسية. أن يكون أعضاء منتمين لأحزاب سياسية أعضاء في مكاتب مسيرة ليس عيبا، فرؤساء وزراء يترأسون فرقا كبيرة كما هو الحال مع بيرلسكوني والميلان في إيطاليا، لكن العيب هو استغلال الرياضة والفريق لخدمة رجل السياسة، بدل أن يكون العكس هو الحاصل، ولذلك، فليس غريبا أن رجال السياسية يتسابقون للانضمام إلى فرق الكرة على وجه الخصوص لما تتوفر عليه من جماهيرية، كما أنه ليس غريبا أن أكبر حزبين اليوم في المغرب هما حزبا الرجاء والوداد.