كمن يدفع عن نقسه تهمة ثقيلة، أصدر المكتب المسير لفريق الرجاء بلاغا، يتبرأ فيه من السياسة والسياسيين. لكن وهو يفعل ذلك بدا وكأن رئيس الفريق يقول لكل المتتبعين «أنا فقط لا أنتمي إلى حزب رئيس الحكومة، لكن يمكن أن أكون ضمن أي حزب آخر». في البلاغ الذي أصدره الفريق زوال يوم الأربعاء يسهل الانتباه إلى أنه لم يحمل توقيع رئيس الرجاء محمد بودريقة، كما هو المفروض وجرت العادة، ولكن حمل توقيع المكتب المسير، كما أن من دبجه حاول جاهدا أن ينأى بالفريق عن «السياسة» و»السياسيين»، مع أن ذلك فيه تزوير لكثير من الحقائق التي لا يمكن أن ينكرها بلاغ، كتب على عجل. فالرجاء، على عكس الوداد، كانت دائما الفريق المفضل لرجال السياسة، بل هو الفريق الذي ترأسه الأمين العام الراحل لحزب الاتحاد الدستوري المعطي المعطي، والذي سبق له أن شغل أيضا منصب وزير أول، وخلفه في هذا المنصب عبد اللطيف السملالي،وزير الرياضة الأسبق وبعدهما جاء إلى الرجاء عبد الله الفردوس. في زمن كان فيه الاتحاد الدستوري يشبه «البام» حاليا. وقاده أيضا عبد الواحد معاش، الأمين العام السابق لحزب الشورى والاستقلال، بينما تقلد كثيرون مسؤوليات مختلفة في الفريق، الذي لم يشكل الاستثناء في علاقة «السياسيين» بفرق كرة القدم. أما في المكتب المسير الحالي فإن قرار رئيس الفريق تعزيز تشكيلة مكتبه المسير بأحمد بريجة، النائب الأول لرئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء وأحد الوجوه البارزة في حزب الأصالة والمعاصرة، فلم يكن أبدا مجرد صدفة..فهل يريد الرجاء ببلاغه «العاجل» تنبيه «من يهمه الأمر» أنه لاينتمي إلى حزب رئيس الحكومة وكفى؟ أم أنه يريد التأكيد أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي؟ جوابا عن هذا السؤال يجدر إعادة ترتيب سيناريو الأحداث قليلا، رغم أنها كانت متلاحقة. فنهاية الأسبوع الماضي هاجم بنكيران، بصفته الحزبية في اجتماع حزبي خصومه السياسيين، حين قال في كلمة ألقاها بالمناسبة إن هناك مجالات يتحكمون فيها بطرقهم الخاصة»، في إشارة لحزب «البام». وأضاف:»عندما أسمع أن الوداد ذهب البلطلجية لحل مشكلها أقول كيف جاء البلطجية للوداد بالسيوف وغيرها». كان واضحا أن بنكيران يتحدث عن سعيد الناصري، البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة وليس عن فريق الوداد، لكن مع ذلك هناك من أصر على أن رئيس الحكومة أساء للفريق. وهناك من عاب على بنكيران أن يقحم خلافاته السياسة مع الرياضة، ثم قلة ساذجة، قالت إن رئيس الحكومة «رجاوي»، فهل اختار الرجاء أن يكون بلاغه ردا على هاته الفئة القليلة؟ أم أراد أن يقول لمن يهمه الأمر...نحن لا ننتمي إلى حزب رئيس الحكومة؟ ثم هناك مثل شائع يقول يقول إنه لا يمكن أن تحجب الشمس بالغربال، وفي هاته الحالة فإن رئيس الرجاء سيكون ساذجا إن اعتقد أنه سيقنع الناس أنه بعيد عن السياسة والسياسيين، كما سيكون بليدا من سيصدق أن كل هؤلاء السياسيون الذي يلتصقون بفرق كرة القدم يفعلون ذلك، فقط لأنهم مهووسون بلعبة يتجمع حولها ملايين البشر؟ ثم إنه ليس عيبا أن يأتي أهل السياسة الرياضة، ففي النهاية تحتاج الرياضة لسياسي يدافع عن مصالحها، لكن العيب أن تصبح الرياضة مطية لتحقيق أغراض أشخاص كل همهم جمع الأصوات في اليوم المعلوم.