طالب جمعويون بمدينة جرف الملحة، التي تقع على حدود مدينة سيدي قاسم، بضرورة التدخل العاجل لتعزيز دوريات المراقبة بسد الوحدة، بعد غرق شاب نهاية الأسبوع المنصرم لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما غمرته مياه السد بشكل مفاجئ وهو يبحث عن السمك لاصطياده. وأكد الجمعويون على ضرورة وضع حراسة مشددة على السد، حتى يتم تفادي وقوع حالات مشابهة تتكرر كل سنة وسط صمت مطبق من طرف المسؤولين. وبحسب مصادر من عين المكان، فإن الغريق الذي ينحدر من دوار تازروت بمنطقة المجاعرة - تبعد بثلاثين كيلو مترا عن سد الوحدة- كان يقوم رفقة ابن عمه، بصيد السمك بطريقة تقليدية باستعمال ما يسمى ب"الشبكة"، إلا أنه، تضيف المصادر ذاتها، وبينما كان الشابان منهمكان في الغوص والسباحة بالقرب من باب السد بحثا عن مكان لتجمع الأسماك، فوجئا بموجة من المياه تهاجمهما بشكل قوي بعد فتح باب السد للرفع من منسوب مياهه، حيث تسببت في شل حركة الضحية بالرغم من أنه ابن المنطقة ويجيد السباحة، إلا أن قوة تلك الموجة رمت به إلى الأسفل في اتجاه خندق بعمق أكثر من 100 متر، حيث وجد صعوبة في السباحة لإنقاذ نفسه من موت محقق، حينها لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب شربه كمية كبيرة من المياه، أما ابن عمه فقد نجا بأعجوبة. وحسب المصادر ذاتها، فبعد غرق الضحية انطلقت المعاناة في البحث عنه، حيث تجند أبناء القبيلة وقاموا بعملية تمشيط واسعة لجنبات وضفاف الوادي على مسافة تعادل أكثر من 20 كيلومترا، خصوصا بعد تأخر حضور عناصر الوقاية المدنية، حيث ظل البحث جاريا طيلة يومي السبت والأحد، إلى أن تم اكتشاف الجثة ليلة الأحد الماضي، ليتم بحسب مصادرنا إخبار عناصر الدرك الملكي ويتم نقلها إلى المستشفى بأمر من النيابة العامة من أجل الفحص والتشريح للتأكد من أسباب الوفاة، قبل أن تسلم إلى ذويها في اليوم الموالي. وقد خلف الحادث موجة غضب واسعة في صفوف السكان وفي صفوف الفاعلين الجمعويين بالمدينة، الذين يتأسفون على السكان الذين يعتبر السد مورد رزقهم ولكن في كل سنة تبتلع مياهه أحد أبنائهم.