لقي طفل مصرعه غرقا ظهر يوم الخميس الماضي في بركة ماء أثناء السباحة مع مجموعة من أصدقائه بأحد تجمعات مياه مجرى وادي بوفكران، ويروي عصام صديق عمر المتوفى (10 سنوات الرابعة ابتدائي بمدرسة الأمل) حادث الغرق بشكل موجع، وقال إنهم كانوا خمسة أطفال اتفقوا على الذهاب للسباحة بعد نهاية الفترة الصباحية من الدراسة يوم الخميس الأخير، وعند وصولهم إلى البركة غاص طفلان وبقي حمزة مكلفا بحراسة الملابس، أما عصام فلم يرغب في العوم. وخرج الطفلان من الماء بعد أن تعبا، وحاولا اقناع عمر/ الضحية الذي كان لا يتقن السباحة بالغوض في الماء، خلع ملابسه على حد قول صديقه، وارتمى في البركة، وبعد برهة بدأ يصارع الاختناق إلى أن غاب عن الأنظار حسب شهادة عصام. تناقضت أقوال الأطفال الأربعة، فمنهم من أكد الواقعة، ومنهم من أنكر ، ومنهم من قال إن عمر اختل توازنه وسقط في الماء، فيما أشار أحدهم إلى أن عمر في لحظة غفلة هوى ولقي حتفه، ولم يفطن لغيابه إلا بعد بضع دقائق. اتفق الأطفال الأربعة على كتمان الحادث، يضيف المصدر الصغير، إلا أن عصام أفشى السر إلى معلمته التي اتصلت بأحد جيران عمر، الذي نقل الفاجعة إلى العائلة القاطنة بحي الوحدة سيدي بوزكري التي قامت بإخبار السلطات المحلية، ورجال الإنقاذ الذين هبوا إلى مكان الحادث زوال يوم الجمعة وباشر غواصان عملية البحث التي باءت بالفشل في جل مراحلها وعلى مدى يومي الجمعة والسبت والأحد مما اضطر معه بعض المواطنين إلى تخصيص مكافأة مالية قدرها 6 آلاف درهم لكل من عثر على جثة الطفل، مما أغرى مجموعة من المتطوعين، وانخرطوا في عملية البحث، إلا أنها أخفقت هي الأخرى خلال يومين. ولم يتم العثور عليه إلا صبيحة امس الاثنين من قبل عناصر الوقاية المدنية المشهد الحزين سيطر على وجوه مئات المواطنين الذين تابعوا عمليات الغوص الفاشلة، والدة عمر فقدت القدرة على الكلام، وأبوه يحمل صورة ابنه بيدين مرتعشتين وعينين متحجرتين وأخوه لم تتوقف دموعه لحظة عن البكاء. بعدها لم يخف بعض الحاضرين تذمرهم، وامتعاضهم من تقاعس وتقصير السلطات العمومية في مراقبة البركة أو تسييجها درءا للمخاطر المحتمل وقوعها، وخاصة عند ارتفاع الحرارة ولهفة الأطفال الأبرياء إلى السباحة في ظل ارتفاع أثمنة الدخول إلى المسابح العمومية على الفقراء، حسب تعبيرهم. كما أوضحت ذات المصادر أن حالة الغرق هذه تعد الرابعة في سلسلة حوادث الغرق بهذه البركة.