على الرغم من الورقة الأولية التي لخص فيها سليم الشيخ المدير العام للقناة الثانية مسار دوزيم بكثير من المؤشرات الإيجابية، حسب قراءته طبعا، خيمت على أجواء الفترة الأخيرة من الندوة التي نظمها الشيخ بداية الأسبوع الماضي الصور القاتمة لواقع القناة الثانية. وفي هذا الإطار أقر سليم الشيخ- في رده على سؤال ل«المساء»- حدوث العديد من المشاكل في المسلسلات( وجع التراب، تريكة البطاش..) التي تنتجها دوزيم، مؤكدا أنه بالرغم من أن القناة لم تكن طرفا في هذه المشاكل، فإنها تتحمل المسؤولية، وتحاول أن تتدخل لضمان السير العادي للأعمال الدرامية المغربية، مضيفا أنه من غير اللائق أن تتواجه دوزيم مع أسماء مقتدرة. وعزا الشيخ هذه المشاكل لحداثة عهد الشركات بالإنتاج أو عدم توفرها على آليات ضخمة للإنتاج، وهو ما يجعل القناة تقدم هذه الشركات، مشيرا إلى أن المغرب في السنوات الأخيرة شهد ارتفاع عدد شركات الإنتاج التي أصبح عددها يقارب الخمسين، الأمر الذي اعتبره إيجابيا. وفي السياق، ذاته وعد المدير العام للقناة الثانية سليم الشيخ بإيجاد حل لمشكل مسلسل «المجدوب»، مؤكدا أن القوانين ستأخذ مسارها في الموضوع، مع الحرص على إخراج المشروع إلى حيز الوجود. وفي ارتباط بالدراما، أعلن الشيخ أن رقم الإنتاجات الدرامية في السنوات الأخيرة ارتفع إلى ما يقارب 80 مليون درهم بشكل لا يمكن مقارنته برقم إنتاج ما قبل عشر سنوات، دون الإشارة إلى مدى استجابتها للشروط الفنية والإبداعية الحقيقية. وفي إجابته عن سؤال ل«المساء» حول تحديد مسؤولية لجنة القراءة ووجود قنوات معروف أصحابها للإنتاج والإنتاج الموازي، يجب الكشف عنها، قال سليم الشيخ: «لجنة القراءة تشتغل بحرية واستقلالية وليست هناك قنوات أخرى غير القناة الثانية». وأعلن سليم الشيخ أن الرهان المستقبلي يكمن في جعل الشبكة أكثر مغربة، بتكثيف الإنتاج الوطني، الذي يساهم في رفع نسبة المتابعة.بالإشارة إلى انطلاق عملية دبلجة العديد من المسلسلات المكسيكية إلى الدارجة. في موضوع آخر، رفض الشيخ أن تكون نسب المتابعة المقياس الأول والأخير في قبول الأعمال التلفزيونية، مؤكدا أن المحتوى يبقى أساسيا، على اعتبار أن دوزيم قناة عمومية، من وظائفها- وفق ما ينص عليه دفتر التحملات- احترام المشاهد المغربي، حسب تعبيره طبعا. وفي سؤال ثالث ل«المساء» عن ضرورة تحسين وضعية العالمين في القناة الثانية وتقليص التفاوت في الأجور، قال سليم الشيخ إن وضعية العاملين من بين اهتماماته، وإن ملف التقليص في الأجور في طريقه إلى الحل، وقال إن المجلس الإداري الذي حضره ممثلو العاملين قد مر في أجواء إيجابية. وسلط الشيخ الضوء على واقع الأخبار في دوزيم، وذكر أنها عبر نشراتها ستحاول أن تكرس تلفزيون القرب في مقاربة المواضيع وفي استثمار المكاتب الجهوية التي تتوفر عليها دوزيم في مختلف مناطق المغرب. وفي رده على سؤال «المساء» حول ضرورة مراقبة برنامج «ميزينكور» وتحديد مدى مراعاته للشروط المهنية، لاسيما ما يتعلق بالتوازن ومدى تضمنه لأسئلة خفية وغير مبررة حول طرف ثالث غير حاضر في البلاطو، مما يستدعي منح الأخير حق الرد، نفى الشيخ أن يكون البرنامج قصد بعث رسائل خفية، قائلا «شخصيا لم أشاهد أي رسائل خفية»، مضيفا أنه سيعود للقناة؟ وفي هذا السياق، حاولت سميرة سيطايل أن تتدخل- حينما أحست أن مملكتها مست أو استبيحت من طرف الصحفيين والمدير العام كذلك – لتشخيص المشكل، بمحاولة إقحام محمد البريني في الموضوع، دون أن يتحقق مرادها، فواقع الأمر أن مشكل «المساء» مع «ميزينكور» دون غيره، يكمن في عدة نقاط أساسية، من بينها أنه لا يجب أن يستغل منبر دوزيم العمومي لتصفية حسابات خفية وللتمويه وتضليل المشاهد، كما أن الأسئلة التي تتعمد إقحام منبر إعلامي وطني له قراؤه ومتعاطفون معه بشكل غير مبرر وفي أوقات مختارة، لا يمكن أن يستساغ مهنيا وأخلاقيا، من دون أن يكفل حق رد الطرف الثالث الغائب، فمحمد البريني أو خالد الناصري كانا مجبرين على الرد على أسئلة حميد برادة الملتبسة والتي تحتاج إلى أكثر من لحظة تأمل، والمشكل لا يمكن أن يختزل أو يشخص في البريني والناصري، ولا يمكن تحميل الضيوف أخطاء مديرية الأخبار وحميد برادة، من جهة أخرى، نتساءل إذا كان لسميرة سيطايل أو المرأة الحديدية لدوزيم، الجرأة على إعلان موقفها- كما عهد عليها مقربوها، فجرأة الجرأة أن تكشف عن أسرار «ميزينكور» واختيارات الضيوف التي تحتفظ سميرة بالكثير من أسرارها، وفق ما أكدت مصادر مقربة من مديرية الأخبار. وبعيدا عن «الزلقة» غير المنتظرة لسيطايل، كشف المدير العام سليم الشيخ عن اقتصاده لمبلغ 20 مليون سنيتم في المدة التي قضاها في دوزيم، وهو حدث اعتبره البعض عاديا بالنظر إلى أن أغلب الإنتاجات «العوني، لالة فاطمة...» التي تبث وقت الذروة هي إنتاجات معادة لعدة مرات، في ظل عدم إنتاج أي مسلسل أو سلسلة جديدة. وفي هذه الحالة فالقناة خاسرة لا محالة. من جهة أخرى، اعتبر سليم الشيخ أن برامج القناة الثانية تحاول أن تكرس التعدد والتنوع. وبعدما أشار إلى أهميتها وقيمة بضعها ، اعتبر الشيخ كنموذج لهذا التعدد أن سهرة «سهران معاك الليلة» تحاول أن تقدم موسيقى عصرية شبابية وشعبية وشرقية، في حين يخصص البرنامج الهادف «شدى الألحان» للتراث المغربي، في وقت يزاوج برنامج «الخالدات» بين التراثي والعصري.