في الندوة التي نظمها مؤخرا، قال سليم الشيخ في تقديمه للسلسلة الكوميدية التي تعدها وتقدمها حنان الفاضلي: «آش خسرتي إلى دختي»، وكان القصد بذلك طبعا «آش خسرتي إلى ضحكتي»، متنذرون من واقع القناة، يرون أن التوصيف له من المصداقية ما جعله يهيمن على ذهن سليم الشيخ، باستحضار عدة معطيات ومستجدات. ففي الأيام الأخيرة أصبحت القناة الثانية الضيف الدائم على الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، فبعد أن راسل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لإيقاف ما سماه بلاغ صادر عن كتابة الاتحاد «تحيزا متواصلا للقناتين الأولى والثانية، فيما يتعلق بما نشرتاه من معطيات متحاملة وغير متوازنة حول استقالة الكاتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بطنجة». وبعد أن تقدم فرع حزب العدالة والتنمية للهيئة بابن أحمد، بشكوى للهاكا ضد برنامج «زاوية كبرى» على خلفية ما أسماه بلاغ صادر عنها تحيزا للقناة، وبعد أن تقدم رئيس المجلس القروي لبوتفردة برسالة ل«الهاكا» يتهم برنامج «الوجه الآخر» بتزوير الحقائق والتشويه في الحلقة التي خصصت للقابلات، قضت محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط مؤخرا، بضرورة منح «المساء» حق الرد في قضية المخرج محمد العسلي بالصوت والصورة على القناة الثانية التي التفت على قرار الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، ببث بيان حقيقة دون صورة أو صوت، عكس ما ينص عليه القرار. وتواصل مسلسل «الدوخة الدوزيمية» المستعصية على الفهم، باستضافة المنشط التلفزيوني عماد النتيفي و«من» معه طبعا، لعبد الكريم بن عتيق في برنامج «سهران معاك الليلة»، حدث يطرح عديد أسئلة، أولها مرتبط بتوقيت الاستضافة الذي يتزامن وقرب الانتخابات الجماعية، وثانيها أن الحلقة قدمت بنعتيق كرئيس للحزب العمالي، وهذا يندرج وفق ما يرى البعض في إطار الدعاية الانتخابية، ثالثهما هل سيلجأ النتيفي ل«منفذي» إنتاج لتيسير استضافة كل رؤساء الأحزاب المغربية؟ هو سؤال لا يعرف جوابه إلا النتيفي، الذي يوصف بالمقرب من سيطايل، والراسخون في العلم التلفزيوني و«الفني». وفي السياق ذاته، فاجأتنا القناة الثانية ببرمجة حلقة حملت اسم «ضيف خاص» التي يبدو أنها صارت الوصفة الجاهزة، في حالة «الطواريء»، وبعيدا عن النقاش العقيم الذي ميز كل محطات البرنامج، هو العقم الدال على«دوخة» سيطايل و«الرباعة» المحيطة بها، يمكن التساؤل عن أسباب نزول الضيف في هذا التوقيت بالضبط، وماذا قصدت سيطايل ومعها المصطفاوي بالضيف الخاص ومنهم الضيوف الافتراضيون مستقبلا؟ وفي عوالم «الدوخة» الدوزيمية بأبطالها الشيخ وسيطايل ورضا بنجلون وتوفيق الذباب، لا يسعنا إلا الدعاء لهم بكثير من الرشد التلفزيوني وقليل من الثبات على «العقيدة» التلفزيونية النقية.