مع اقتراب شهر رمضان وما يرافق ذلك من تدفق ميزانية ضخمة باسم دعم الدراما المغربية، وفي ضوء حديث المدير العام للقناة الثانية، سليم الشيخ، في خرجته الإعلامية الوحيدة، عن اقتصاد مالي قدره 20 مليون درهم، يشهد قسم إنتاج دوزيم هذه الأيام حركية إنتاجية، تجد تجليها الأول في الترخيص بتصوير عدة إنتاجات في وقت واحد والتعامل من جهة ثانية مع برامج أسبوعية بكثير من الليونة، وهي الليونة التي تصل إلى الحد الذي تكلف عملية إنتاجها ثلاثين مليون سنتيم. في هذا الإطار يمكن العودة، على سبيل الاستدلال، إلى إنتاجات سبت دوزيم دون احتساب تكلفة برنامج «كورسة»، فقد أكدت مصادر مقربة من قسم الإنتاج في دوزيم، أن ميزانية الحلقة الواحدة من برنامج «آش خسرتي إلى ضحكتي» لحنان الفاضلي، الذي روج له سليم الشيخ شخصيا، تكلف 140 ألف درهم (14 مليون سنتيم)، وهذا رقم بطبيعة الحال يفوق ميزانية الإنتاجات الرمضانية التي لا تتجاوز في الحالات العادية (بعيدا عن الوصايات) 12 أو13 مليونا للحلقة. وفي السياق ذاته، أكد مصدر مطلع، أن حلقة «سهران معاك الليلة» تتجاوز في بعض الأحيان ثلاثين مليون سنتيم (300000 درهم)، وضرب لذلك مثالا من خلال حلقة سميرة سعيد، إذ تسلمت الفنانة المغربية نظير مشاركتها مبلغ 20 مليون سنتيم، دون احتساب ثمن تذكرتها وتذكرة مرافقيها من الدرجة الأولى، دون الأخذ بعين الاعتبار إمكانية تكفل «دوزيم» بإقامتها، مما يرفع الأجر في مجمله إلى 25 مليون سنتيم، وتخصص القناة الثانية للفرقة الموسيقية أربعة ملايين سنتيم. ويتقاضى حسن الفذ مقابل مشاركته مبلغ 25 ألف درهم (مليونان ونصف)، ما يعني أن مشاركة الفذ تكلف دوزيم، عشرة ملايين سنتيم شهريا، في وقت تتقاضى فيه منشطة البرنامج مبلغ 7500 درهم، هذا فضلا عن تخصيص مليون سنتيم لمشاركة الشباب في فقرة الزمن الجميل. وبالعودة إلى برنامج «آش خسرتي إلى ضحكتي»، الذي يخرجه عادل الفاضلي، يمكن تسجيل مجموعة من الملاحظات، من بينها على سبيل المثال لا الحصر أن تُصور العديد من الحلقات التي سبق أن تم تناولها في برامج أخرى لحنان الفاضلي، لاسيما الحلقتين الخاصتين ب«نعيمة سميح» أو «الشيخة الزاز» وغيرهما، كما أن البرنامج عاد في كثير من المرات، فيما يتعلق بالكاميرا الخفية، إلى إنتاجات القناة الثانية، وهو الأمر الذي يقلص مصاريف البرنامج، هذا فضلا عن الحديث عن استهلاك فكرة العودة إلى الماضي. إنها تساؤلات تفرض طرح السؤال لمرات عدة عن مدى انسجام تخصيص ميزانية ضخمة مع ضعف أو قوة المنتوج المقدم، وعن قدرة هذا المنتوج في تسويغ منحه ملايين، دون قيم مضافة. هي التساؤلات ذاتها التي يطرحها عديدون، مع اختلاف طفيف، حول برنامج «سهران معاك الليلة»، الذي منح سميرة سعيد وغيرها من نجوم المشرق (وليد توفيق...) الذين يحتفظون بعلاقة «مميزة» مع عماد النتيفي، مبالغ تقدر بعشرات الملايين، مع بقاء سؤال الجودة معلقا إلى حين، مع التذكير بأن أغلب الفنانين الذين حلوا ضيوفا على البرنامج لجؤوا، إلى تقنية «البلاي باك»، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الأداء المباشر، بما في ذلك الفنانة المغربية سميرة سعيد التي اختارت تقديم أغان من ألبومها الجديد، بالتزامن مع فترة الدعاية له. وما يلاحظه المهتمون بالمجال التلفزيوني، هو الطريقة التي تقدم الفقرة الكوميدية التي يشرف عليها حسن الفذ، التي لا تعطي للبعض الانطباع بأن ما يقدم لا ينتمي إلى الفذ، وهو ما يطرح السؤال حول مدى تناغم الأجر الذي يتقاضاه الممثل الكوميدي مع المادة التلفزيونية المقدمة على دوزيم.