حل كل من فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للقطب العمومي، وسليم الشيخ، المدير العام للقناة الثانية، بمقر وزارة الاتصال الأسبوع الماضي لمناقشة دعم القناة الثانية في ضوء ما أثير مؤخرا حول مرور القناة الثانية بأزمة مالية خانقة تهدد مستقبل «دوزيم». وإلى جانب تداول الحديث عن مشروع عقد هيكلة القناة الثانية بدل مشروع العقد- البرنامج الذي أعد في عهد المدير السابق للقناة الثانية مصطفى بنعلي، أكدت مصادر مقربة من إدارة «دوزيم» أن المديرة المالية للقناة الثانية بنمالك تطرقت إلى مشروع المغادرة الطوعية للعاملين في الشركة، وهو ما فسرته المصادر بالرغبة في التخفيض من كتلة الأجور في شركة «صورياد»، عكس ما كان قد صرح به سليم الشيخ في حواره الأخير مع يومية «ليكونوميست». إذ قال بلغة تحمل العديد من الدلالات والإيحاءات: «فكرة المغادرة الطوعية أستبعدها. نحن نحاول أن نشتغل بشكل جماعي، ولكن من لم يجد نفسه في هذه المقاولة، يمكن أن يغادرها إذا أحب ذلك، وإذا قررنا أن نعتمد خطة المغادرة الطوعية، فإننا سنقوم بها وفق شروط مضبوطة، وفي الوقت الراهن لا شيء تقرر». وفي ارتباط بالأزمة المالية للقناة الثانية، أكدت مصادر مسؤولة جيدة الاطلاع أن المدير السابق للقناة الثانية مصطفى بنعلي غادر القناة وترك في ميزانية القناة 22 مليون درهم، قبل أن تتناسل الأخبار بعد أشهر من تولي سليم الشيخ لإدارة» دوزيم» حول الأزمة المالية والتهديد بعدم أداء أجور المشتغلين في القناة الثانية، وهو ما دعا البعض إلى طرح سؤال حول مستوى تدبير القناة، في ضوء العديد من المؤشرات. إذ ذكر المصدر بتراجع الإنتاجات الدرامية المغربية، باستثناء ما قدم في شهر رمضان الماضي، وهو ما يمكن تأكيده في نهج القناة الثانية منذ مجيء المدير الحالي سليم الشيخ لأسلوب إعادة الإنتاجات المغربية في وقت الذروة، مما يضعف نسبة العائدات الإشهارية للقناة، إذا تم الأخذ بعين الاعتبار الفارق بين ثمن بث وصلة إشهارية ضمن عمل لم يسبق أن قدم للمشاهد وبين ثمن الوصلة الإشهارية ضمن مادة تلفزيونية سبق بثها عدة مرات. وأضاف المصدر أن القناة الثانية توقفت عن تصوير العديد من البرامج التابعة لمديرية البرمجة والاحتفاظ بالسير العادي لإنتاجات مديرية الأخبار في «دوزيم» وأرجأت استئناف عملية التصوير إلى ما بعد شهر يناير، في انتظار الاتفاق على صيغة لدعم القناة الثانية. وفي السياق ذاته، أشار المصدر إلى توقيف العديد من البرامج، من بينها برنامج «MAROC EN MOUVEMENTS» و«MAROCAINS DU MONDE» وبرنامج «مسار» و «ديوان» و«رهانات مجتمع» و«بين السطور»، وهو الشيء الذي اعتبرته المصادر تغييبا خطيرا للحدث المجتمعي والثقافي في القناة، التي من المفترض وفق دفتر تحملاتها أن تكون لها وظيفة عمومية تثقيفية وتوعوية، لحساب المسلسلات التركية والمكسيكية والكورية التي تحمل قيم مجتمعات مختلفة عن المتلقي المغربي. وفي الوقت الذي تعيش فيه القناة الثانية أزمة مالية ووظيفية، ذكرت مصادر أن مدير القناة الثانية نظم مساء الثلاثاء الماضي حفل عشاء لفائدة مستشهري القناة الثانية في محاولة للحد من هجرتهم نحو فضائيات عربية والحد من تداعيات ذلك على ميزانية القناة الثانية. وأضافت المصادر أن الإشراف على تنظيم هذا الحفل، الذي أحياه العديد من الفنانين، أوكل لشركة «موزاييك» التي كلفت بتنظيم عدة أحداث شهدتها «دوزيم»، منذ مجيء سليم الشيخ، وأبدت المصادر استغرابها إسناد التنظيم لشركة خاصة، في أوج الحديث عن الأزمة المالية، في وقت كان بالإمكان أن ينظم الحفل داخل القناة بدل تنظيمه في فندق» حياة ريجنسي»، مما يعني مصاريف جديدة بالنسبة للقناة الثانية. 30 مليون سنتيم فاتورة «دوزيم» للمستشهرين في زمن الأزمة حددت مصادر حضرت حفل عشاء نظمه المدير العام للقناة الثانية سليم الشيخ مساء الثلاثاء الماضي بفندق «حياة ريجنسي» الفاتورة الأولية للعشاء في مبلغ 30 مليون سنتيم. وأكدت المصادر أن العشاء، الذي حضره العشرات من المستشهرين المغاربة، شهد مصاريف «استثنائية». وتساءلت المصادر ذاتها عن الجهة التي ستؤدي فاتورة هذه المصاريف الاستثنائية، في الوقت الذي يثار النقاش حول الأزمة المالية لقناة عمومية لها شروط خاصة واستثنائية في التعامل مع السهرات الفنية داخل وخارج القناة. وأضافت المصادر نفسها أن سليم الشيخ ركز في كلمته على ما أسماه ارتفاع نسبة متابعة المسلسلات المدبلجة، واعدا في الوقت ذاته بتكثيف هذه الدبلجة في الشبكة دون الحديث عن استراتيجية لدعم المنتوج المغربي. من جهة أخرى، حضر هذا الحفل أنور، المدير المساعد للقناة الثانية، وعماد النتيفي و الأزرق، معد برنامج «كورسا»، وشميشة، وغابت سميرة سيطايل، نائبة المدير العام للقناة الثانية و المكلفة بالأخبار، ومحمد مماد، المكلف بالبرامج في «دوزيم»، إلى جانب غياب كبار مستشهري القناة الثانية.