أعطى فؤاد الفيلالي الرئيس المدير العام السابق لمجموعة «أونا» في الرابع من شهر مارس من سنة 1989 انطلاق مولود تلفزيوني جديد، أطلق عليه اسم «دوزيم»، وليد كان مؤطرا برأي المهتمين بالمجال التلفزيوني المغربي بالرغبة في الانفتاح على الثورة الإعلامية العالمية التي ميزت العقد الثامن من القرن الماضي ، وبالتفاعل مع ضرورة خلق تلفزيون جديد قادر على منح صورة تلفزيونية مختلفة عما كانت عليه القناة الأولى، في الوقت الذي يؤكد فيه آخرون أن إطلاق القناة الثانية- وفي ذلك التاريخ بالضبط- كان مؤطرا برغبة الملك الراحل الحسن الثاني دعم ترشيح المغرب لكأس العالم لسنة 1994 ،من خلال تدعيم الجانب الإعلامي للملف،لاسيما ما يتعلق بالتلفزيونات. وانطلق المشروع الذي كان يتحكم فيه القطاع الخاص فيه بالنصيب الأوفر من أسهم القناة، تجاوزت السبعين في المائة، مقسمة بين شركة «أونا» و«تي إف آن» و«تيلي ميتروبول» و البنك المغربي للتجارة الخارجية. وفي مرحلتها الانتقالية عين فؤاد الفيلالي فريد بريقل مديرا للقناة، وسرعان ما تم تغييره بمحمد الباز ( المتوفي)، الرجل الذي استقدمه الفيلالي من مجموعة أونا» التي كان يديرها. وبعد محطتي بريقل و الباز، جاءت مرحلة إدارة توفيق بناني سميرس الذي كان يشغل منصب مستشار التواصل في مكتب فؤاد الفيلالي. وبعد تجربته الإعلامية في كندا عين العربي بلعربي- المدير الحالي لشركة صوماكا- مديرا جديدا للقناة الثانية، قبل أن يعزل- في ظروف تم ربطها بنشر مقتطفات من حوار لزعيم البوليساريو محمد بن عبد العزيز المراكشي مع أسبوعية «لو جورنال» وليعين مكانه نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي الذي كان يشتغل خلال تلك الفترة كرئيس للبرمجة في قناة «كنال بليس أوريزون»، في هذه الفترة كان فيها مصطفى بنعلي يشرف على قسم البرمجة في دوزيم، وشاءت الظروف أن يقع جدال بين الصايل وبنعلي ،كان مرتبطا- حسب ما أسر به مصدر مقرب من القناة- بصراعهما قبل ذلك، حول حقوق القناة الثانية في بث الفيلم العربي «المصير» الذي أخرجه يوسف شاهين الدي اشترت حقوق بثه شركة» كنال بلوس أوريزيون» التي كان يديرها سابقا الصايل، مما أفضى إلى حل توافقي غير معلن، لكنه كان معروفا بالنسبة للدوزيميين، غادر بمقتضاه بنعلي القناة الثانية التي كان أحد مؤسسيها والتحق- وفق ما أكدت المصادر- بكتابة وزير الاتصال السابق نبيل بنعبد الله، ليشغل بها منصب مستشار في الشؤون التلفزيونية. وفي سنة 2003 عين مصطفى بنعلي مديرا عاما للقناة الثانية خلفا للصايل، وبعد تشكيل القطب العمومي الذي أقرته الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، وبعد الحديث عن صراع بين بنعلي و مديرة مديرية الأخبار سميرة سيطايل التي يصفها البعض بالمقربة من فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ورئيس القطب العمومي ونائب منتدب للمهرجان السينمائي الدولي بمراكش إلى جانب نور الدين الصايل، عين فيصل العرايشي- بشكل مباشر- سليم الشيخ الذي لم يتجاوز عقده الثالث مديرا جديدا للقناة الثانية خلفا لمصطفى بنعلي الذي رفع دعوى قضائية ضد فيصل العرايشي بتهمة الطرد التعسفي،قادما من الوكالة المغربية للإشهار التي أدارها، بعدما كان يشتغل بإحدى الشركات المتخصصة في إنتاج مشتقات الحليب. وإذا كانت سنة 1989 سنة انطلاقة دوزيم المرموز التي كان المهتمون يقول إنه قسم المغرب إلى مغربين، فإنه سنة 1997 ستعرف القناة تحولا على مستوى الأسهم بعدما أصبح للدولة نسبة تجاوزت السبعين في المائة، وهي النسبة التي كان القطاع الخاص يتوفر عليها، تحول أمكن المغاربة من خلاله متابعة القناة بشكل عادي لا يفرض جهازا لفك الشفرة الدوزيمية، قبل أن تشهد القناة مرحلة التأميم النهائي بضم القناة إلى القطب العمومي إلى جانب مكونات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.