اعتبر مصدر مقرب من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن الرسالة التي بعثتها المندوبية للقناة الثانية هذا الأسبوع كانت تحكمها- إلى جانب البعد التوثيقي- الرغبة في فتح نافذة جديدة للتعريف برجال المقاومة وإعطاء المتلقي المغربي( خاصة الناشئة منه) وثائق تلفزيونية تعريفية عن تاريخ من النضال والكفاح من أجل الإستقلال وقف خلفه مقاومون حقيقيون. و في السياق ذاته أكد المصدر أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تقدمت- من خلال الرسالة- بمشروعين تلفزيونيين يندرجان في إطار مشروع اتفاقية من المنتظر أن توقع بين المندوبية والقناة. تقدمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، هذا الأسبوع، إلى القناة الثانية بمشروعين تلفزيونيين حول الحركة الوطنية وجيش التحرير المغربي. وعلمت» المساء» من مصادر مقربة من المندوبية أن هذين التصورين وضعا بناء على نقاشات سابقة مع إدارة دوزيم ،وهو الأمر الذي زكته الرسالة التي بعثتها المندوبية للقناة الثانية في الثامن عشر من الشهر الجاري التي تؤكد رغبة المندوبية السامية في بلورة تصور برنامج وثائقي حول المقامة وجيش التحرير سبق وأن عرضت خطوطه العريضة على مدير القناة الثانية في الرسالة التي تحمل رقم 18336 المؤرخة بتاريخ 2 نونبر من سنة 2005. وأكدت الرسالة التي حصلت «المساء» على نسخة منها على أن هذا التوجه يعكس سياسة التعريف بأعلام العمل الوطني ورواد المقاومة وحركة التحرير التي تنهجها المندوبية السامية،»فضلا عن أنشطة وفعاليات في مجال صيانة الذاكرة التاريخية وإبراز الأحداث والوقائع التي بصمت السجل التاريخي للكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية» يضيف نص الرسالة. وفي هذا الإطار اقترحت المندوبية تصورين تلفزيونيين، يتأسس التصور الأول الذي يحمل اسم ذاكرة» على تناول المحطات التاريخية البارزة والمميزة في مسيرة الكفاح الوطني من خلال برنامج تلفزيوني مدته 26 دقيقة، أما المشروع الثاني فيحمل عنوان «ذاكرة مقاوم» مدته 26 دقيقة، هو برنامج يحاول- بناء على ما جاء في الرسالة- أن يوثق للسير الذاتية ويقوم على النبش في حياة ونضال رموز وأعلام الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب،معززا بدعامات من قبيل صور أرشيفية وشهادات حية وتسجيلات روائية شفهية. ولإنجاح هذين التصورين ذكرت الرسالة بقيمة المتحف كمصدر أساسي للتأريخ، لما « يتوفر عليه من رصيد هام ومتنوع من المعروضات المتجلية في شكل وثائق تاريخية وشهادات وصور وأدوات ومعدات تم استخدامها إبان فترة الكفاح الوطني»، كما أن هذا الفضاء المتحفي يضم خزانة للسمعي البصري تزخر بتسجيلات سبق إنجازها في هذا البرنامج التقافي». وجددت المندوبية الاقتراح باعتماد هذين البرنامجين في إطار اتفاقية- اطلعت «المساء» على نسخة منها- للتعاون والشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والقناة الثانية. وهي الاتفاقية التي تؤكد بعض بنودها على ضرورة العمل المشترك للحفاظ على أرشيف المقاومة الوطنية وتأريخ رموز التحرير المغربي وتقترح تحقيقا لذلك إنتاج برامج تلفزيونية مشتركة بين المندوبية السامية والقناة الثانية. وأكد مصدر مقرب من المندوبية، فضل عدم ذكر اسمه، أن الهدف الأساسي لهذه الشراكة- بالإضافة إلى عنصر التأريخ والتوثيق- هو منح الناشئة المغربية النافذة للتعرف على رجال المقاومة واكتشاف مسار النضال من أجل الاستقلال، هذا فضلا عن الوقوف على المحطات البارزة في تاريخ المغرب( ثورة الملك والشعب،نفي محمد الخامس، توقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال...). جدير بالإشارة إلى أن القناة الأولى أنتجت مؤخرا برنامجا تلفزيونيا تحت عنوان « الشاهد» الذي يعده محمد سراج الضو، حاول أن ينبش في الذاكرة الوطنية بغير قليل من الانتقادات التي همت- فضلا عن البرمجة- التصور ومدى قربه من المتلقي والحقيقة،مما يفرض برأي المهتمين ضرورة أن تضع البرامج المقترحة الجديدة بعين الاعتبار كل الانتقادات والمؤاخذات التي تروم إعادة الاعتبار للعمل النضالي الحقيقي وتنشد تكريم أسماء تستحق فعلا دون غيرها أكثر من تكريم.