بدا سليم الشيخ أمس الثلاثاء مثل تلميذ نجيب «يحفظ» دروسه عن ظهر قلب، ذلك أن المدير العام للقناة الثانية «استظهر» بشكل ناجح خلال ندوة صحافية بمقر القناة معلومات تاريخية عادت بالحضور إلى نشأة القناة، تطورها وتأقلمها مع المتغيرات التي عاشها المشهد السمعي البصري المغربي. الشيخ كان واعيا بأن الاستعمال المكثف لمقياس المشاهدة يؤثر سلبا على العمل التلفزيوني، كما أن الاستغلال المبالغ فيه للمعطيات ونتائج القياس تخلق اضطرابات وضحايا عدة في وسط الصحافيين والمنشطين والمنتجين في حقل الإعلام السمعي البصري. بمقابل كل هذا أشار الشيخ إلى أن «دوزيم» رائدة في المشهد السمعي البصري بحصة مشاهدة تصل إلى 29 بالمائة، وأن المغاربة جمهور «تخييل» بحصة مشاهدة تبلغ 68 بالمائة. سيضاعف الشيخ من بث الاعمال التخييلية، وذلك بتقديم 26 دقيقة يوميا، وحلقة اسبوعية من مسلسل تصل الى 45 دقيقة. وبنفس الوتيرة سيتم تقديم عمل تلفزيوني أو شريط مطول، كما سيفسح المجال لتحسين كتابة السيناريو وبحث طرق جديدة للتمويل وللانتاج، والسعي نحو تقديم ترفيه هادف. بعد حوالي ثمانية أشهر عن تنصيبه مديرا عاما للقناة الثانية، خرج الشيخ مباشرة بعد المجلس الاداري لصورياد الأسبوع الماضي، ليعلن عن استراتيجيته البرامجية المقبلة التي أرادها أكثر «وضوحا» و«عقلانية» و«تفاعلية» لتحقيق رهان القرب مع المشاهد المغربي، ولجعل «دوزيم» قناة تشبه مشاهديها وتلفزة تعكس اهتماماتهم. الشيخ سار على منوال نسيمة الحر، وحاول أن يرسم «خيطا أبيضا» بينه وبين المشاهد من جهة، ويبقي على «شعرة معاوية» بينه وبين أطره بالرغم من كل المشاكل التي طفت مؤخرا، (رسالة سميرة ضد بنشريف، والتدخل المستعجل لحل مشاكل الانتاج ذات الأمد الطويل، المسلسلات خاصة)، واقترح على المغاربة هندمة جديدة تبدو أكثر انسانية... قناة «تشبه جمهورها وتجمعه». على المستوى البرامجي هناك مواعيد جديدة مثل برنامج النقاش الشهري «بوليميك» بالفرنسية، والبرنامج نصف الشهري «نقط على الحروف» باللغة العربية. وعلى مستوى الأخبار، سيلتقي المشاهد المغربي مع «المسائية»، نشرة اخبارية عربية منقحة ومزيدة لنشرة أخبار الظهيرة، أما النشرة الاخبارية الأمازيغية فستبقى دون مقدم، وتبث دائما بطريقة «دايجيزت» الى حين البت في أمرها. الرياضة وكما سبق وأشرنا سيتم تقديمها يوميا من خلال نشرات يومية بالفرنسية «الرياضة فقط» وكبسولة ل «الموجز الرياضي». لم يفت الشيخ أن يشير الى أن الفكاهة ستكون حاضرة من خلال «آش خسرتي إلى ضحكتي»، وذلك كل سبت مع حنان الفاضلي. وبخصوص فن العيش، ستواصل القناة تقديم «دار وديكور» الذي يطرح عنه أكثر من سؤال حول فئته المستهدفة، وكذا العينة التي يذهب لحل مشاكلها، وتكون موضوع الحلقة، بالإضافة الى تقديم برنامج الشباب «أجيال» بصيغة جديدة وبرنامج موسيقي جديد «كورصة» و«كورصة لايف». الشيخ دافع عن استراتيجيته البرامجية وتحاشى الدخول في ما سببته المعطيات ونتائج قياس المشاهدة من «إقصاء» لبرامج ووجوه، قد يكون متعمدا أو العكس، وتحاشى الصحفيون أن يفسدوا عليه خرجته الأولى وتحاشوا النبش في دواخل القناة. وبالرغم من ذلك، فقد أقر الشيخ بانخفاض مداخيل الاشهار بسبب الازمة المالية مابين 10 و15 بالمائة، وأنه يعتمد على نفسه بحوالي 80 بالمائة، وما تبقى فمن دعم الدولة ويسعى الى التفكير في عقد برنامج بين السلطات الوصية والقناة لتنفيذ المهام..